رجح اقتصاديون أن تحقق زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر والتي بدأها اليوم وتستمر لمدة 5أيام، ما يقرب من 30 إلى 50 مليار جنيه في شكل مشاريع واستثمارات وتبادل تجاري بين الدولتين. وقال أبوبكر الديب، الخبير الاقتصادي، إن الزيارة ستدفع الاقتصاد المصري للأمام، من خلال زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأضاف الديب، أنه "من المتوقع أن تجنى مصر أكثر من 50 مليار دولار، من زيارة العاهل السعودي إلى مصر"، فيما اعتبرها "رسالة قوية تؤكد الدعم السعودي للقاهرة". وتابع: "من المتوقع تدشين قائمة من المشروعات المشتركة في 3مجالات"، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والمملكة العربية السعودية، خلال النصف الأول من العام الماضي، بلغ 3.2 مليار دولار. ونوه إلى أن هذه المجالات، تشمل اتفاق بين وزارة التعاون الدولي والصندوق السعودي بمبلغ 1.5 مليار دولار، لتنمية شبه جزيرة سيناء، ويتضمن تنفيذ قائمة من المشروعات في مجالات الزراعة وشق الطرق والخدمات والبنية التحتية، وإنشاء مدارس ومستوصفات طبية بجانب تدشين جامعة الملك سلمان جنوبسيناء. وأشار الديب إلى أن القائمة تشمل مشاريع صغيرة ومتوسطة يتم تمويلها من المنحة السعودية بمبلغ 200 مليون دولار، والتي سبق أن تم التوقيع على الشريحة الأولى منها بقيمة 250 مليون جنيه، في إطار مبادرة الرئيس لدعم مشاريع الشباب بفائدة ميسرة. وذكر أن الزيارة تتضمن إنشاء شبكة طرق وعدد من التجمعات الزراعية والسكنية، فضلا عن مد مصر بالمشتقات البترولية، لمدة 5 سنوات، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر، ضمن حزمة الاستثمارات التي أقرها الملك سلمان بقيمة 3 مليارات دولار. وقال حمدي الجمل, الخبير الاقتصادي, إن "مصر ستحصل على امتيازات اقتصادية كبرى من زيارة العاهل السعودي, إذ سيتم توقيع عقود لعشر شركات كبرى في كافة المجالات بقيمة 36 مليار جنيه, إلى جانب إنشاء شركات حكومية أخرى سيعلن عنها الملك سلمان خلال الزيارة". وأضاف الجمل ل"المصريون", أن "الملك سلمان سيمنح مصر ما يقرب من مليار ونصف مليار جنيه لتطوير سيناء, بالإضافة إلى توفير البترول لمصر لمدة 5سنوات بقيمة 21 مليار جنيه". وأوضح أنه "بالإضافة لهذه المشروعات سيتم تشجيع الاستثمارات السعودية في مصر, مع إنشاء شركتين إحداها تدريب العمالة المصريين للخارج وأخرى لتشجيع الصناعات الوطنية". ووصل الملك سلمان بن عبدالعزيز القاهرة، اليوم ، في زيارة رسمية تستغرق 5 أيام، هي الثانية له للقاهرة منذ توليه الحكم في يناير 2015. وكان في استقبال الملك السعودي في مطار القاهرة الدولي، الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من كبار المسؤولين. وسبق أن زار العاهل السعودي مصر في مارس 2015 للمشاركة في القمة العربية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ. وفي وقت سابق اليوم، قال بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الزيارة تأتي تلبية للدعوة الموجهة لخادم الحرمين الشريفين من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، و"تأتي انطلاقاً من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية". وأوضح البيان أنه "سيتم خلال الزيارة بحث سبل تعزيز العلاقات البينية بين البلدين في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وأعلنت الرئاسة المصرية أمس أن زيارة العاهل السعودي، للقاهرة، ستستمر 5 أيام، بدءًا من اليوم الخميس، يتخللها توقيع اتفاقيات ومباحثات رئاسية. وفي 11 نوفمبر 2015، وقّع البلدان اتفاقًا لإنشاء مجلس تنسيق مشترك لتنفيذ "إعلان القاهرة"، الذي صدر في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، إلى مصر، في 30 يونيو من العام نفسه، وعقدت عدة اجتماعات بين البلدين. وتضمن نص "إعلان القاهرة" عدداً من المحاور؛ بينها الاتفاق على تطوير التعاون العسكري، والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك، والاستثمار في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.