فى حديثه إلى (المصريون( أثبت الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أنه مازال وكما كان ....عالمًا واقعيًا ..يربط الدين بالدنيا.. ولا ينفصل عن قضايا أمته ..وله نظرة تأصيلية شرعية تستشرف آفاق المستقبل.. مما يبصر الأمة بأمور قد تكون خافية على بعض العاملين بالشأن العام ..خاصة أصحاب المشروع الإسلامى.. وكان هذا ديدنا للشيخ منذ بداية شهرته كداعية واقعى يوصل فكرته المستقاة من نبع السنة والالتزام بها بأسهل الأساليب والألفاظ ...ومن أراد أن يعرف ذلك فليراجع سلسلة دروسه فى العقيدة، والتى كانت تتكلم فى قضايا شائكة وصعبة فأوصلها الشيخ بأسلوبه السهل الممتنع... ولم يعدم الشيخ الإيذاء من أقرب الناس إليه )بعض تلاميذه) فلم يزده ذلك إلا حلمًا وترفعًا عن الانزلاق فى تفريعات تصرفه عن جل همه وهو الانتصار لدعوته.... وحتى عندما اتهموه أنه ( سرورى وحركى (بعد أن تكلم فى القضايا السياسية التى تهم الأمة... لم يرد إلا بما يوضح موقفه وأساسه الشرعى، خاصة أن مخالفيه كانوا من كبار العلماء ويعتبرهم من أساتذته فى علم الحديث ...وبالرغم من أن كتبه صغيرة الحجم.... لكنها عظيمة الفائدة فهى تؤسس فكرة... وتربى وجدانا منضبطًا ..وترد شبهة... وتنمى علمًا ...ككتاب )الحد الفصل بين الإيمان والكفر ( الذى ساهم فى حمايتنا من الوقوع فى براثن جماعة التكفير بما فيها من خلل فكري... وكتاب )الأصول العلمية للدعوة السلفية (.. وكتبه فى السياسة الشرعية التى نقلت تفكير الحركة الإسلامية إلى مجال غير مطروح عندها ... وقد كان لى مع الشيخ لقاء فى السبعينيات مع مجموعة من تلاميذه الكويتيين الذين كانوا يدرسون معنا بكلية طب الإسكندرية وكنا وقتها فى بداية الالتزام ويأخذنا الحماس ونستعجل الأمور فسألته يومها عن جدوى الدروس والخطب فى الزوايا الصغيرة التى تقوم بها الجماعات الإسلامية وهل يستطيع هذا الجهد المتواضع أن يقاوم هذه الآلة الإعلامية الضخمة الموجهة ضد الإسلام وهل هذا هو الإسلوب الأمثل للتغيير؟ فأجاب فى هدوء وثقة كلكم طبعا تعرفون عبد الناصر ومدى شهرته وتسلطه وزعامته فى حياته )وكان قد مر على وفاته 7 سنوات... انظروا الآن مَن مِن الشعب المصرى على استعداد للدفاع عنه؟ أو التضحية من أجله؟ وانظروا الآن إلى الشباب الإسلامى ومدى استعداده للتضحية والبذل فى سبيل دينه بل انظروا إلى سيد قطب رحمه الله الذى قتله عبد الناصر..... من أكثر ذكرًا الآن؟ وكم من الشباب تربوا على أفكاره؟ وكم اعتنقوا أفكار ناصر مع اختلاف الإمكانيات والأدوات..؟!. إن الجهد البسيط المخلص مع الصبر نتيجته أفضل من الزيف والخداع والمصالح الوقتية.... الموقف الثانى !..عندما كنت بالنمسا وكنا ممثلين للجالية الإسلامية بالمقاطعة وكانت الدولة تعقد اجتماعًا لكل ممثلى الأديان تحت مسمى يوم السلام يتكلم فيه أتباع كل دين عنه وعن مبادئه ...فتحرجنا من الحضور فاتصلت بالشيخ عبد الرحمن بالكويت وشرحت له الأمر وإننا إذا لم نحضر فسنتهم بالانعزالية والتقوقع ورفض الحوار مع الآخر مما سينعكس علينا سلبًا فى التعامل مع الدولة لتسيير أمور الجالية فأفتانا الشيخ حفظه الله بالحضور لما فيه من مصلحة الدعوة والمسلمين... وقد كان............ ودعونا وقتها أشهر مغنى بوب وكان قد أشهر إسلامه (كات ستيفنس)الذى أصبح اسمه )يوسف إسلام) فقدم محاضرة رائعة استعرض فيها قصة إسلامه وما وجده فى الدين الإسلامى من معانٍ جميلة تتفق مع الفطرة. إن وجود الشيخ الآن فى وسط أبنائه وتلاميذه لهو تدعيم للحركة الإسلامية عمومًا والسلفية خصوصًا يقيم أداءها ...ويصلح معوجها... وينصح لمسيئها ...ويقوم خطأها. فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق..... مرحبًا بك . دكتور جمال المنشاوى باحث فى الشئون الإسلامية [email protected]