لعل من الصعب أن تتفق الأطراف السياسية في مصر على موقف ما تجاه شخص ما، مثلما حصل مع المستشار أحمد الزند وزير العدل، الذي أثار تطاوله علة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم غضبًا واسعًا في أوساط المصريين على اختلاف انتماءاتهم. ولأول مرة يتوحد الجميع على خصومة شخص كما في حالة الزند، إذ طالب محامون كثّر، منهم قبطي ومسلم يساري بمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان وعزله من منصبه، فيما انتقد السياسيون تصريحاته واعتبروا اعتذاره غير كاف لتطاوله على نبي الإسلام. وتفجرت موجة واسعة من الجدل إثر تصريحات الزند بعد أن قال في برنامج تلفزيوني: "سأحبس أي مخطئ بحق الدولة، إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون، فأين سيكون مكانهم، سأسجن أي أحد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام". وكتب حمدين صباحي القيادي اليساري والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، مهاجمًا الزند، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا: "ويقول بلسانه سأسجن حتى النبى صلى الله عليه وسلم، قطع لسانك بعد أن هوى بك سبعين خريفا مضيفا: اللهم لا تسامح من يسامح الزند..#حاكموا_الزند". فيما تقدم محامون ببلاغات ضد الوزير، فأعلن المحامي القبطي أبانوب جرجس عن توجه لمكتب النائب العام لتقديم بلاغ ضد الزند، كما توجه عدد آخر من المحامين اليوم للنائب العام لتقديم بلاغات أيضًا. ودعا المحامي منتصر الزيات، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك الشخصيات العامة إلى الاشتراك في محاكمة الزند، قائلاً إنه شكل هيئة إدعاء سيكون رئيسها ربيع الملواني المحامي. وشن الإعلامي "يوسف الحسيني" المؤيد للنظام هجومًا حادًا على وزير العدل، وقال عبر برنامجه "السادة المحترمون"، على فضائية "أون تي في": "تصريحات الزند كانت أكثر شططًا من تصريحات المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، والتي قال فيها إنه لايجوز تعيين ابن عامل النظافة في القضاء، التي كانت السبب وراء إقالته". وتابع: "تصريحات الزند مستفزة كثيرًا، وهذه ليست أولها، فقال من قبل أنه يفكر في سن قانون يعاقب ذوي الإرهابيين، حتى يحرص كل أب وأم على تربية أبنائهم.. الله الله الله قول كمان يا مولانا". وأضاف: "مش ده الوزير بتاع أن المواطن المصري ممكن يعيش ب2 جنيه بس في اليوم.. طب أقولك روح عيش أنت بال2 جنيه دول الأول". وقال القيادي الإخواني أشرف عبدالغفار إن القضية أكبر من أن يسكت عنها، وإن الأمر ليس سياسيًا ولا فيه إخوان ، وتعجب من صمت الأزهر بإمامه وشيوخه على هذه التصريحات. وأضاف عبد الغفار، أن الزند اليوم تطاول علي رسول الله ثم غدًا التطاول على ذات الله "حشا وكلا". وأشار إلى أن تصريحات الزند تشبه ما قاله حمزة بسيوني السجان الذي تطاول علي الذات الأهلية بقوله: "لو كان الله بينكم لسجنته معكم"، فلم تمض شهور أو يزيد ومات البسيوني شر موته علي الطريق السريع حينما اصطدمت سيارته بنقل محمله بأسياخ الحديد التي اخترقت جسده في كل موضع وجهه عينيه عنقه صدره بطنه.