نشرت الصفحات المناهضة للاجئين العرب عبر الشبكات الاجتماعية صورة بطاقة قيل أن مكتب الشؤون الاجتماعية بولاية بافاريا الألمانية وزعه على اللاجئين العرب للدخول مجاناً إلى بيوت الدعارة بعد انتشار أخبار عن حوادث تحرش جنسي وأبطالها دائما "لاجئون عرب" بحسب هذه الصفحات. البوست حظي بانتشارٍ واسع منذ كتابته نهاية يناير الماضي وتنوعت التعليقات على الصورة المزعومة بين الغضب من المهاجرين والسخرية منهم، وانتقاد حكومة ميركل التي سمحت لهم باللجوء نقلا عن العربية نت . التذكرة المزعومة كُتبَ عليها "يسمح بالدخول لمرة واحدة مجاناً" مع زعم بإصدارها من مكتب الشئون الاجتماعية بولاية بافاريا، وفق ما ذكره تقرير على موقع قناة n-tv الألمانية واسعة الانتشار. كشف الخداع في الصورة لم يكن بالأمر الصعب، خاصة وأنها انطلقت من موقع mimikama.at المعروف بنشر أخبار كاذبة من هذا النوع بغرض السخرية، بالإضافة إلى عدم وجود ما يسمى بمكتب الشؤون الاجتماعية يتبع ولاية بافاريا بشكل مباشر، بل يوجد مكاتب الشئون الاجتماعية في المدن التابعة للولاية بشكل منفصل، ناهيك عن وجود خطأ إملائي في كتابة شعار الولاية، إلى جانب تخصيص أوقات محددة لاستخدام التذكرة المزعومة. ويذكر أن صورة البطاقة ذاتها كانت قد انتشرت قبل سنوات في النمسا ومن ثم ألمانيا عام 2011، وتبين حينها أن البطاقة مزيفة ولكن عادت للحياة مجدداً بعد تصاعد الاتهامات للاجئين العرب بحوادث التحرش الجنسي في عدد من المدن الألمانية رغم أن السلطات برأتهم منها. لكن رغم ذلك واصلت الصورة المزعومة انتشارها لتصل إلى أغلب الصفحات التي تهاجم اللاجئين والأجانب بشكل عام مثل Pegida وغيرها، لتحقق الكثير من المشاهدات والتعليقات والتي جاء أغلبها غاضباً، حيث علق البعض قائلاً "نحن ندفع الضرائب لأجل أن يمارس اللاجئون الجنس مجاناً". تلك الحملة لم تكن الأولى أو الأخيرة التي تستهدف اللاجئين، فقد عهد موقع mimikama على نشر أخبار وصور مماثلة بغرض التنفير منهم، مع ذلك تجد هذه المنشورات صدى ومتابعة من الكثيرين الذين يقعون فريسة للأخبار الكاذبة. ومن ناحيته ، علق سباستيان هيرمان الصحفي بجريدة Süddeutsche فى مقالا لديه ً قائلا " منذ أيام يتحدث فيه عن الأثر النفسي والاجتماعي للشائعات، واستخدم مثالاً آخر لأحد الشائعات التي أسهمت أيضاً في زيادة الكره والعداء تجاه المهاجرين ورفعت الأصوات المهاجمة لسياسات حكومة أنجيلا ميركل تجاههم". الواقعة التي أشار إليها هيرمان كانت ادعاء اغتصاب فتاة ألمانية تبلغ من العمر 13 عاماً على يد بعض المهاجرين، في حين كشفت التحقيقات أنها كانت في منزل صديقها طوال فترة اختفائها وأنها لم تتعرض للاعتداء. الصحفي هيرمان أكد أن قصة الفتاة المختلقة في حق اللاجئين تم استخدامها بشكل واسع لمهاجمة مكتب الشئون الاجتماعية في برلين (لاجيسو) ومهاجمة القائمين عليه. وأشار هيرمان إلى إن المشكلة الأساسية في التعامل مع مثل تلك الشائعات هي صعوبة محاربة انتشارها، قائلاً "إنه يجب ألا يقف الجميع مكتوفي الأيدي أمامها"، مشيراً إلى أن دحض تلك الأكاذيب ونشر الحقائق هو دورٌ يقع على عاتق الجميع. علماء النفس يؤكدون وجهة نظر هيرمان، حيث يرون أنه إذا لم يتم مواجهة الشائعات وتكذيبها بأدلة واضحة في نفس وقت نشرها، يتم التعامل معها كحقائق فيما بعد حتى لو ظهر ما يفيد كذبها. إلا أن هيرمان يرى أن حالة الخوف التي تنتاب الكثيرين والتحيز ضد المهاجرين تجعل من تلك المهمة صعبة للغاية.