«الإيزيديون» يحرمون أكل الخس والديك الرومى والقرع والطاووس والدجاج والسمك والغزلان.. يحتفلون بالليلة السوداء فيطفئون الأنوار ويستحلون المحارم والخمور استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرًا، فتاة عراقية تنتمي للطائفة الإيزيدية تدعى نادية مراد، زعمت أنها تعرضت للاغتصاب على يد مقاتلين من تنظيم "داعش"، وكان ذلك في إطار زيارة إلى مصر استقبلها خلالها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وسلط ذلك الضوء على "الإيزيدية" التي لم يخطر ببالنا بأن مصر من يؤمن بفكرها وتقديسها للشيطان, والتي ينظر إليها على أنها ملة منحرفة عن الإسلام.. "المصريون" رصدت بعض الذين اعتنقوا فكر الطائفة الإيزيدية، في إطار من التكتم والسرية. أما السبب فيوضحه (ح.م) إيزيدي من المرج قائلًا: "للأسف، مصر فيها الخير والشر، وفيه ناس بتحارب باسم الدين، وممكن ساعتها يعتبرونا جماعة متطرفة ويقيموا علينا الحد، مش معنى أن الرئيس السيسى ساند نادية مراد يبقى كل المصريين آلهة وهيعاملونا نفس المعاملة". وصف السلفيين والإخوان، بالجماعات المتشددة، التى تسىء فهم الدين، ويعتبرونهم من الخوارج، لذلك يخشى أن يُعلن عن اعتناقه للفكر الإيذيدى، وربما يسعى للهجرة وخصوصًا إلى كندا، لأنه يعرف عددًا كبيرًا من أصدقائه الإيزيديين هناك. وبالرغم من تحفظ بعض الإيزيديين الذين التقتهم "المصريون" على ذكر أعدادهم التقديرية، إلا أنهم أكدوا أنهم ليسوا قليلين، ومعظمهم يتمركزون فى حى المرج لبساتين وبعض الأشخاص بمحافظة المنوفية. والكثير يعلم أن الإيزيديين هم فى الأساس من أصل كردى، حيث قال إيزيدى من المرج، إن لديه صديق إيزيدى من أصل عراقى، هاجر من مصر منذ أكثر من عامين تقريبًا ويقيم الآن فى كندا، وأوضح أن صديقه إيزيدى بالوراثة، فأبويه كانا كذلك. وتابع قائلًا: "كل منا يتبع دين والدين بالفطرة، فمن يولد لأب وأم مسلمين يصبح مسلمًا، ومن يولد لأب وأم مسيحيين يصبح مسيحيً"، ولا استثناء عن ذلك إلا إذا اقتنع الابن بفكر آخر بعد ذلك، فيصبح الاختيار له". على الجانب الآخر، أوضح أن هناك تحريفًا كبيرًا حدث فى الديانة الإيزيدية، فليست جميع التعاليم ثابتة عبر كل العصور أو فى جميع البلاد التى تنتشر فيها هذه الجماعات. ويعد الماء، والنار، والتراب، والهواء، رموز مقدسة عند الإيزيديين، وتمثل هذه الرموز حياة مستقلة بحد ذاتها، فالديانة الإيزيدية تؤمن بوحدانية الله، ومن أبرز طقوسهم الدينية الدعاء، ويدعو فيه الإيزيديون بالخير والسلام للبشرية جمعاء عامة ومن ثم لهم. وقال الدكتور محمد بيومي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: " إن الإيزيديين يذهبون للحج في معبد "لالش" بشمال العراق كل عام مرة وهناك يزورون قبر الشيخ آدي وبقية مقامات شيوخهم المدفونين هناك, ويقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات بالمرجة النوانية فى الوادى كما يزعمون, ويعتبر الحج إليه من أهم المناسبات الدينية ويشمل النساء والرجال والأطفال ويجتمعون فيه كل عام من جميع أنحاء العالم وتكون تكاليف الطعام والشراب في الحج على نفقة أميرهم. وتابع بيومي: "و لهم صلاتان "الفجر والغروب" وفيهما يتجه المصلي باتجاه الشمس وهذه عادة عبدة الشمس وعادة زرداشتية ولكي يصلي اليزيدي عليه أن يغسل وجهه ويديه ثم ينحني ويقبل الأرض ويتلو دعاءه. أما الصوم هو مرتان في العام وكل صوم يدوم ثلاثة أيام، الصيام الأول يكون شهر كانون الأول "ديسمبر" بمناسبة عيد الشمس، والصوم الثاني في الثامن عشر من شباط "فبراير" وتستمر فترة الصيام من الفجر وحتى المغرب حيث يتوقف الصائمون عن الطعام والشراب وكل ما يوجب الإفطار عند المسلمين وهناك أيضًا صوم أربعينيات الصيف وأربعينيات الشتاء وفي كل مرة يصومون أربعين يومًا لكنه حكر على رجال الدين. "الكتاب الأسود" يحتوى على تعاليم لطائفتهم ومعتقداتهم أهمها مثلًا الشهادة، التى يقولون فيها: "أشهد واحد الله سلطان يزيد حبيب الله"، وهناك الزكاة التى تُجبى عندهم إلى رئيس الطائفة, وهناك منهم من يصلى فى ليلة منتصف شعبان فقط، ويزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة". كما يزعمون أيضًا أن عدى بن مسافر الأموى سيحاسب الناس يوم القيامة فى جبل "سنجار"، وأنه سيأخذ جماعته ويدخلهم الجنة، لذلك فإن اسم "عُدى" من الأسماء المفضلة جدًا لديهم. تعدد الزوجات تبيح الديانة الإيزيدية فى أعراف أهلها أن يتزوج الفرد 6 زوجات، بشرط أن يكون هذا الزواج على الطريقة الآتية: "وهى أن يقوم الزوج أو العريس بخطف العروس أولًا ثم يأتى أهل العروسة ويطلبون مقابلة أهل العريس من أجل تسوية الأمر، بعدها يتم الاتفاق على التفاصيل، وغير مرهقة على الإطلاق، حيث يكون المطلب الأول لأهل العروس هو إكمال الزيجة". المحرمات ويحرم الإيزيديون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس، الذى يرمز للشيطان الذى يقدسونه, ولا يأكلون الخس لأنه حسب زعمهم أن الشيخ عدي مر يومًا على بستان فرآه مزروعًا بالخس فسأل عنه فما أجابه بشيء فقال "لا يجب لأحد أن يأكله" وإلى الآن محرم على كل يزيدي حتى أن الأرض التي يزرع فيها الخس لا يدوسونها, ولا يأكلون لحم الغزال لقولهم إن عيونه تشبه عيون الشيخ عدي ولا يأكلون لحمًا ميتًا, ومنهم مَن لم يأكل السمك إكرامًا للسمكة التي حفظت النبي يونس هذا بالإضافة لتحريمهم حلق الشارب، فلابد أن يكون طويلًا بشكل ملحوظ، ومن يقصه أو يهذبه يكون قد اقترف ذنبًا وعليه التكفير عنه. الجدير بالذكر، أن الإيزيديين لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية، وعيد المربعانية، وعيد القربان، وأعياد أخرى لم يُذكر عنها الكثير فى التراث لكن أهلها يقدسوها بشكل كبير. الليلة السوداء ويقول الدكتور شريف محمد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن هناك ما يعرف ب "الليلة السوداء" عند الإيزيديين أو "شفرشك"، وهو لقب يُطلق على الليلة التى يطفئون فيها الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور. وتابع: "الإيزيديون يعتقدون أن الروح تتناسخ وتحل في جسد آخر حيث الزاني تنزل روحه إلى خنزير والكاذب تنزل روحه إلى جحش حمّال ومتعب والظالم تنزل روحه إلى كلب دنيء صغير, وإذا مات ولد لا يعرف الخير والشر فيبقى أربعين يومًا في جنة شداد بن عاد وبعده ترجع روحه إلى البشر فإن كان ذكرًا فتحل في ذكر وإن كان أنثى ففي أنثى. ومن مات سارقًا تنزل روحه إلى هرة, كما يعتقد الإيزيديون بأن البعض ينتقل سبع مرات من جنس إلى جنس آخر أو من جلد آخر بالترقي إلى أن يصير إلى الغزال أو الخروف, وبعده يرتقي إلى فرس أصيل عند أحد الملوك أو الأمراء وبعد ذلك يلبس الجسد الإنساني ثانية. إذا مات واحد من الإيزيديين يجب أن يكون عنده شيخ يحضر له قليلاً من تراب الشيخ عدي يضعون منه قليلاً بكفه وعلى وجهه، يمسحونه به قبل دفنه وبعد الدفن يضعون قليلاً من بعر الغنم على قبره خوفًا من أن تأتي الوحوش عليه. والكواجك (وهم فئة من الفئات الاجتماعية) يسهرون على قبر الميت، وبالأحلام والاكتشافات يعرّفون أهل الميت ماذا صار بعد موته، وبأي صورة وشبه أيضًا رجع لهذا العالم مرة ثانية. واليوم يتحسس الإيزيديون كثيرًا من كلمة شيطان ويرفضون سماعها ليس لأنهم يعبدون الشيطان (لأن الشيطان الملعون الذي نعرفه ليس موجودًا لديهم أصلاً) بل السبب هو المذابح التي ارتكبت في حقهم خلال فترة حكم الأتراك بحجة عبادة الشيطان.