كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ما زالت عاجزة عن مواجهة الهجمات الفلسطينية المتواصلة, ولذا تجري حاليا زيارات للسجون, على أمل الحصول على أية معلومات من المعتقلين الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 16 يناير أن ضباطا كبارا من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" قاموا خلال الأيام الأخيرة بزيارات مفاجئة لعدد من المعتقلين, الذين اتهموا بتنفيذ هجمات خلال الهبة الشعبية الفلسطينية المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي. وتابعت " الضباط الذين يعملون في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي, المسئولة عن الضفة الغربية, استهدفوا بزياراتهم المفاجئة الشبان والفتيان الفلسطينيين, الذين لا ينتمون للتنظيمات الفلسطينية". وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من المعتقلين أصابوا الضباط الإسرائيليين بصدمة كبيرة, عندما أكدوا أنهم يفضلون عمليات الدهس على الطعن لإيقاعها خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين، وأن دوافعهم, هي الانتقام من قتل إسرائيل لأقاربهم، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى. وأضافت أن الضباط لم يحصلوا على أية معلومات لمنع وقوع هجمات جديدة, وهو ما زاد من حالة الذعر في صفوف الإسرائيليين. وكان الجنرال تسفي شوهم، القائد السابق لشرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس, هاجم حزب الليكود, الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, واتهمه بأنه هو من استفز الفلسطينيين, ما تسبب في اندلاع "انتفاضة القدس". وأضاف شوهم في تصريحات للقناة العاشرة الإسرائيلية في 13 يناير أن وزراء ونواب حزب الليكود، وعلى رأسهم وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف, حرضوا على اقتحام المسجد الأقصى. وتابع "ريغف ضغطت لعقد لجان استماع في الكنيست من أجل إجبار الشرطة على السماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى, ما تسبب في اشتعال الأوضاع في القدس والضفة الغربية, بشكل غير مسبوق". ووجه شوهم اتهامات إلى نتنياهو, بأنه لم يتحرك لمنع الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى, وهو ما تسبب في المأزق الكبير, الذي تعيشه إسرائيل حاليا. وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوج، أكد أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أوضاعٍ أمنيةٍ متدهورة، "انتفاضة بمعنى الكلمة"، وليس موجة "إرهاب". ووجه هرتسوج خلال جلسة كتلة "المعسكر الصهيوني" في الكنيست في 13 يناير أصابع الاتهام لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, بفقدان السيطرة على الأوضاع، وبخشيته من اليمين المتطرف، مؤكدا أنه حذر من اندلاع انتفاضة ثالثة قبل شهور. وأشار إلى أن "المعسكر الصهيوني", الذي يتزعمه, هو الحزب الوحيد، الذي يقترح الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ مطلع أكتوبر الماضي مواجهات متواصلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي, رداً على اقتحام المسجد الأقصى وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني, ما أسفر عن سقوط حوالي 150 شهيدا فلسطينيا, فيما قتل 27 إسرائيليا، في عمليات تنوعت ما بين طعن ودهس وإطلاق نار.