لكل إنسان بداية ولكل بداية نهاية وكل إنسان يمر بمرحله فى حياته وتكون بمثابة نقطة تحول تغير حياته كلها وتقلبها رأسا على عقب تغيره إما إلى أفضل حال أو إلى الأسوأ. وهى أولا وأخيرا تمثله ذاته وشخصيته تمثله كعضو من أعضاء هذا المجتمع وتكون شاهدة عليه إلى نهاية حياته والسؤال هنا ما هى نقطة التحول التى حصلت فى حياتنا؟ ماذا جنينا منها؟ كيف غيرتنا وأين وصلت بنا؟ كل إنسان نقطة تحوله تكون على حسب طموحه وعلى حسب قوة إيمان المرء وصلته بربه يجب الاستعداد لهذه النقطة لأننا حتما سوف نمر بها وستكون كالشعار الذى يلازم الإنسان مدى حياته وأخيرًا لتكن نقطة تحولنا ترفعنا إلى الأعلى فقط.
والإنسان لا يبقى على نفس الحال طوال حياته فدوام الحال من المحال كما نعلم فما هى نقطة التحول فى حياتك التى غيرت من حياتك ونقلتك من حياة إلى حياة أخرى.
نقطة التحول هى تلك اللحظة السرية التي تجتاز فيها فكرة أو تيار أو سلوك اجتماعي عتبة معينة وتتحول وتنتشر مثل النار المستعرة ومثلما يستطيع شخص واحد مريض أن ينشر وباء الأنفلونزا تستطيع أيضًا دفعة صغيرة وإنما محددة الاتجاه أن تصنع موضة رائجة أو تحدث شعبية لمنتج جديد، أو تخفض معدل الجريمة أو تنشر أفكارًا وعادات جديدة ومفيدة أو تنفى أفكارًا وعادات سلبية وبليدة فالأفكار، والمنتجات، والرسائل.
وأنماط السلوك تنتشر تمامًا مثلما تفعل الفيروسات كيف يمكن للأشياء الصغيرة أن تحدث تغييرا كبيرا؟ بل هل من الممكن للأشياء الصغيرة أن تحدث تغييرا كبيرا؟ الجواب نعم ولكن حين نفهم معنى ذلك, وحين نثق فى قدراتنا وحين نتجاهل إحباط المحبطين من السلبيين أو المدمنين على عذر المجتمع ألا وهو (الكل يعمل كذا فمالي أنا لا أعمل كذلك؟!) نقطة التحول هى فى قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). الحديد آية 16
يعنى ألم يحن الوقت؟ لكى تلين القلوب وتتفتح العقول لذكر الله ووحيه فيفهمون المطلوب ويطيعون الآمر سبحانه وتعالى؟ هذا ما قاله المفكرون فى كتبهم, وهذا ما ذكره الشراح والمفسرون فى تفاسيرهم والسؤال مازال قائما, ألم يحن الوقت؟
نقطة التحول قد تكون حادثة أو جملة أو كتاب! المهم هو أن نلاحظ هذه اللحظات ونستفيد منها وإلا فإن الأمد سيطول والقلوب سوف تقسو كيف تقسو القلوب؟ هل معنى ذلك أننا لعدم انتهاز نقطة التحول هذه فإننا نتبلد ؟ أو أننا نصبح مسيّرين حتى النخاع ؟ ونتحرك برغبات الغير ومخططاتهم لنا ؟ المصيبة هى أننا نعتقد بأن أسلوب الحياة التى نعيشها هو ما نريده نحن بالفعل ! والحقيقة غير ذلك تماما فهل قسوة القلوب هو سبب شعورنا بالملل الدائم ؟ وبالاكتئاب
المفتاح؟
المفتاح هو أن نتحاور مع أنفسنا أولاً، فنفسك هى التى ستخبرك فعلاً ولكن استمع لصدقها وليس لأمانيها الكاذبة وحاول أن تمسك ورقة وقلماً لأن الورقة والقلم تعطيك القدرة على التركيز والتصيّد للطيور الشاردة اسأل نفسك بعض الأسئلة :
1- ماذا تعتقد أنت فى نفسك ؟ ما هى صفاتك التى تعرفها عن نفسك وتثق بها تماماً مثل اسمك ؟
2- ما هى الصفات التى دائماً وأبداً تسمعها من الناس عنك ؟ ….الميزات والعيوب .
3- ما هو موضوعك المفضّل فى القراءة أو المشاهدة على أى وسيلة من وسائل الإعلام ؟ …بمعنى آخر ما هو المجال الذى يخطف بصرك وعقلك بمجرد ظهوره أمام عينيك ؟
4 – تخيّل نفسك ميّتا بالفعل وانتهت منك الحياة…و اسأل نفسك ماذا كنت تريد أن تفعل ؟ ولم يمهلك الموت لعمله .
5- وهى الخطوة الأهم على الاطلاق..اتخذ قراراً بالمُضى نحو أهداف واضحة تنسجم مع امكانياتك ومواهبك.. وكُن واثقاً أنّه لا يتواجد انسان على وجه البسيطة بدون مميزات تميّزه عن غيره..ألم ترى أن الله خلق كُل انسان ببصمة خاصّة للعين واليد والأصابع والصوت..حتى مكوّنات العرق الذى ارتدّ به نبى الله يعقوب بصيراً لمّا شمّ ريح يوسف من القميص الذى أُلقى على وجهه.
بالتأكيد أن هناك حكمة من تفرد كُل إنسان فى إنسانيته ولكن الفرق أن هناك من اكتشف تفرّده وكثيرون لم يكتشفوا ذلك بعد.
حينئذٍ يمكنك أن تكتشف بنفسك نقطة يمكن أن نطلق عليها نقطة التحوّل, فلا تعتقد أن نقطة التحوّل هى شيء من قبيل الحظ وأن ضربة الحظ لم تأت بعد.
فنقطة التحوّل هى نقطة تحوّل لتصحيح مسارنا فى الدنيا وكل ما فيها.
نقطة التحول يجب أن تشمل تعاملنا مع أنفسنا كنفس وروح وجسم وعقل وفكر وأن تشمل علاقاتنا مع غيرنا حتى نصحح علاقاتنا بالخالق سبحانه وتعالى.
ونقطة التحول تعنى تحمل الأمانة التى أشفقت من حملها الجبال وحملها الإنسان.. لأننا نمتاز عنهما بالعقل وغذاء العقل المعرفة ونقطة التحول تبدأ من عند الفرد بتصحيح مفاهيمه وذلك بزيادة معرفته وإطلاعه وعمق تفكيره.