في الأمثال الشعبية عبر وعظات وفرصة لتنشيط التفكير.." ماشافهمش وهما بيسرقوا...شافهم وهما بيتخانقوا "...مثل كثير الدسم..هنا سؤالان يبحثان عن اجابات شافية ومفيدة حتى للصوص.. لماذا لم يتمكن من رؤيتهم متلبسين بالسرقة؟ ...ثم كيف شاهدهم وهم في حالة نزاع؟ ...اجابة السؤال الأول..لم يتمكن من رؤيتهم لأن السرقة تتم في الظلام.. هم يسرقون همساً.. بهدوء كبير وبلا ضجيج..وهم يسرقون يصيروا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا..وهم يسرقون تتمدد اعينهم لتذوب في عين واحدة..يختصرون اقدامهم في قدمين وتتشابك الأيادي في يد واحدة.. وهم يسرقون يكونون في حالة انضباط كامل...الثقة حاضرة بينهم والشك ليس له محل من الاعراب..كلهم على ظهر مركب واحد.. الهدف واضح ومحدد وموحد.. السؤال الثاني كيف شاهدهم وهم يتازعون؟..المنطق يقول ان المتنازعون ترتفع اصواتهم فالأمر يتعلق بالغنائم...في الأولى كان الهدف السرقة فتوحدوا..في الثانية الهدف هو الغنيمة فتفرقوا..في حالة النزاع يستخدم المتنازعون كل اسلحتهم ومن بين اسلحتهم الصوت المرتفع " خدوهم بالصوت... "..في حالة النزاع تغيب الثقة ويحضر الشك..المتنازعون على مسروق عادة لايقدمون تنازلات..في حالة النزاع تتدخل اطراف لم تكن موجودة في وضع السرقة.. كل متنازع يستعين باطراف تسانده في معركته..تتسع دائرة النزاع شيئاً فشيئاً حتى يخرج النزاع عن السيطرة..اي حلول للنزاع ماهي الا مسكنات.. وتحت الرماد تظل النار موقدة..الشيطان يغير طريقته في الحالتين..في الأول يحضهم على السرقة ويجمعهم على قلب رجل واحد..في الثانية يبث بينهم اسباب النزاع..الشيطان يعشق لعبة المضاعفات..لا يكتفي الشيطان بفعل واحد يصل الى نتيجة واحدة..يسرقون ثم يقسمون ثم ينعمون..هذا فعل شيطان غبي..الشيطان الماكر يضاعف السوء.. يهيئ لهم السرقة فيسرقون ثم يبث مزيدا من السموم فيتقاتلون..او يسجنون... كل هذه الأحداث تتم بتدبير من لا يغفل ولا ينام.....سبحان الله