لا أتصور أن يمر حديثُ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بما أسماه "لعبة داعش" مرور الكرام! لقد كان أردوغان صريحًا للغاية وهو يعرِّف داعش بأنه أو بأنها "لعبة أيدلوجية لإنتاج الإسلاموفوبيا".. كما كان أكثر صراحة وهو يُؤكِّد أن الغاية من إنتاجها هو "تقسيم المنطقة"! في ضوء ذلك، وفي ضوء تطورات أخرى، أتوقع ألا تقتصر قمة المناخ -المقررة في فرنسا بعد غدٍ- على سُبل التصدي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون! لقد باتت انبعاثات "ثاني وأول أكسيد الإرهاب" أخطر كثيرًا على العالم كله من انبعاثات الغازات السامة. والواضح عندي أن أوروبا مثلما أنتجت الثورة الصناعية التي خلّفت كل الانبعاثات الخطيرة، شاركت بشكلٍ أو بآخر في إنتاج أو إفراز "ثاني أكسيد الإرهاب"، الذي يهددها الآن! لقد استهدفت الثورة الصناعية الأولى -من ضمن ما استهدفت- السيطرة على العالم كله، قبل أن تصبح الغازات السامة هاجسًا يهدد الجميع، وها نحن الآن أمام انبعاثات أكثر سمّية، وأكثر قتلاً وخرابًا ودمارًا.. لقد فشلت أوروبا وأمريكا حتى الآن -على الأقل- في السيطرة أو القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي أنتجتاه!، وأخشى ما أخشاه أن يفشلا كذلك في السيطرة والقضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الإرهاب الذي أهملتاه.. إن لم يكن ساهمتا بشكلٍ أو بآخر في إنتاجه! لقد ساهمت الثورة الصناعية -كما هو ثابت ومُدوَّن- في رفع قدرة الإنسان على القتل والتدمير بصورة هائلة، كما ساهمت "لعبة داعش" -كما هو مشاهد يوميًا- في تحويل الإنسان إلى وحشٍ كاسر يأكل الأخضر واليابس! نسيت أن أقول: إن أوروبا وأمريكا ساهمتا من خلال الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية في نشوء ظاهرة "الاحتباس الحراري" الناتج عن انبعاثات الكربون، ومن الواضح أنهما ساهمتا في ظاهرة "الاحتباس السياسي" الذي أدى ويؤدي بدوره إلى إنتاج المزيد من ثاني أكسيد الإرهاب. أيها المتحالفون الذاهبون بطائراتكم وصواريخكم لمحاربة "داعش" في سوريا، دقِّقوا جيّداً في انبعاثات أكثر قتلاً ودمارًا تخرج من قصر الرئاسة في دمشق.. هناك على قمة جبل المِزَّة!.