عالم الأطفال عالم رائع .. وممتع ..وبريء...مسكون بالعفوية والفطرية والتفاؤل وحسن النية واللطافة واللياقة والود والحب ..في الطفولة يبدأ الإنسان يتعلم مبادئ الحياة ..يتعلم النطق والحديث و القراءة البسيطة والحوار والتعامل مع العالم الخارجي ..في البيت يتعلم الطفل من والديه وإخوته ومحيطه فن التحدث فيأخذ من محيطه الصغير أسس تكوين شخصيته..فالأسرة هي من تطبع عقلية الطفل الأولى فينشأ بداية على ما نهل من أبويه من حسن السلوك وأدب الحديث واحترام الغير والإنصات للنصيحة وتقدير الأخرين وتقبل الرأي المخالف وترويض النفس على التعامل الإيجابي فيأخذ مكانه الطبيعي في الأسرة إلى أن يدخل المدرسة فيتخلى تدريجيا على بعض اللعب والأنانية .يبدأ في التعرف على عالم آخر غير عالم البيت والأهل والألعاب والعاطفة الزائدة ... في المدرسة تنمو لدى الطفل حاسة الشعور باستقلالية جديدة والخروج التدريجي من محيط الأسرة الضيق والمحدود ...عالم مختلف ...مدرسة وقسم وأصدقاء ..مدرس.... دوام ونظام ... علاقات جديدة... جدية والتزام انضباط ووقت محدد .. ومعها تبدأ رحلة الحياة بالتعلم والتعرف على المحيط الخارجي فتتكون الشخصية على ما يأخذ الأطفال من مدارسهم ومعلميهم من علم ومعرفة وسلوك ..وتتواصل رحلة التعلم إلى مراحل أخرى متسلسلة كلها تخدم التكوين الشخصي للإنسان وكلما كان التعلم جيدا وراقيا ومنتجا أخرج مواطنيين صالحين..يساهموا في تكوين المجتمع السليم..فهذا المجتمع الذي نحياه أفراده هم أطفال المدارس بالأمس .. لم يكونوا سوى أطفالا صغارا تعلموا في المدرسة ثم تدرجوا في مراحل الحياة المختلفة ..فمجتمع الغد هم أطفال اليوم ..لذا وجب أن ننظر للمدرسة والطفولة بنظرة أعمق وأشمل ..فالطفل هو من يصبح غدا الطبيب الذي يداوي ... والمهندس الذي ينشيء ويطور ويبدع ...والأستاذ الذي يعلم ويربي.. ..والرئيس الذي يقود ...والقائد العسكري الذي يحمي الأمة من المخاطر ..فلنهتم بالطفولة والبراءة فهي عماد المستقبل الزاهر .ظ فقادة المستقبل هم أطفال اليوم فلنحسن تربيتهم وتعليمهم وتهيئتهم للغد القريب. *...الجزائر...