اتَّهم المحلل الأمريكي ستيفن كوك، الزميل بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، جميع القوى الموجودة على الساحة السياسية في مصر, بالاشتراك في المأزق الذي تقع فيه البلاد الآن، مشيرًا إلى أنّ المجلس العسكري, والإسلاميين, والثوار, والليبراليين, جميعهم شركاء في هذا المأزق. وقال ستيفن في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي: "إنه بعد أن خرجت مصر عن نطاق السيطرة فإنّ المجلس العسكرى ليس الوحيد الذى يتحمل الخطأ، لكن المتظاهرين يستحقون أيضًا الكثير من اللوم". وأضاف منتقدًا بحدة المصريين "جميع المصريين من جنود وشرطة وناشطين ومشجعي كرة القدم، أخطأوا بحق هذه الأرض في كثير من اللحظات منذ سقوط مبارك". وأكد ستيفن في مقاله الذي نقلته صحيفة "اليوم السابع "أن لحظة التمكين والكرامة الوطنية التي ترمز لها الانتفاضة قد تراجعت، "عنف الشرطة العسكرية الطائش كان السبب المباشر للتشنج الذى تشهده القاهرة حاليًّا، فلقد تراجعت البلاد عن لحظة التمكين والكرامة الوطنية التى ترمز لها الانتفاضة وتتصارع الآن مع سياسة قذرة وتطبيع العنف". ورأى كوك أنّ المتظاهرين الذين نزلوا إلى القصر العيني بعد انتشار الأنباء بشأن عملية التطهير التى يجريها الجيش، ذهبوا بغرض الثأر لسقوط 43 قتيلاً فى اشتباكات شارع محمد محمود أواخر نوفمبر, متسائلاً: "كيف وصل المصريون إلى هذه النسخة المشوهة الجنونية من ميدان التحرير؟". وتابع: "إنه من السهل إلقاء اللوم على المجلس العسكري، لكن خطأ جنرالات المجلس العسكري ساعدهم فيه الكثير من الأمور، فلقد شارك كل من العسكر والجماعات الثورية والإسلاميين والليبراليين بقوة فى المأزق السياسي الحالي وقد انهار الاقتصاد نتيجة مزيج من عدم الكفاءة والنرجسية والغدر، وقد ترك هذا المجتمع على الحافة". وأشار إلى أنّ القيادة العسكرية عوضت افتقارها للفطنة السياسية وافتقارها لفهم الدينامكيات السياسية للمجتمع ب"الوحشية"، مشيرًا إلى أنّ الحالة المزرية للفترة الانتقالية قد كشفت عن مشكلة رئيسية تتعلق بالجنرالات الحاكمة، فإنهم يأتون بأفكار بمساعدة جهاز الاستخبارات الداخلية أكثر وحشية لقياس مدى ردّ فعل الناس. وهو ما اعتبره زعزعة رهيبة للاستقرار بدلاً من القيام بما هو صحيح، وبالتالي يحاولون تبرير كل ما يفعلونه في نطاق الجزء الذى يتفق معهم من الرأي العام، حتى إنه حينما كان الثوار يحتفظون بشعبية مرتفعة كان المجلس العسكري يستجيب لمطالبهم.