أكد الدكتور عمرو حمزاوى أن القتل والقمع والاضطهاد والتهديد الدائم بالعقاب هم الآليه التي يتعامل بها الحاكم الفرد في حال عدم الامتثال لإرادته ، مشددا على أن تاريخ الحكم الديكتاتورى حتما نهايته مأساوية حيث يحل بالانتقام وبعنف بالغ يزج بالمواطن والمجتمع والدولة إلى أتون حروب. وقال حمزاوى مقال نشرته له "القدس العربي" تحت عنوان :"عن سنوات المستبدين وما بعدها!":" لسنوات وسنوات، يصرخ الديكتاتور في الجموع التي تحشدها آلة الدعاية الرسمية وتزييف الوعي أو التي تأتي بها آلة القتل والقمع والاضطهاد والتهديد الدائم بالعقاب حال عدم الامتثال لإرادة الحاكم الفرد؛ المؤامرات تحيط بأمتنا العظيمة من كل جانب / الأعداء يتربصون بنا في الداخل والخارج، يرغبون في دمارنا وانهيار مجتمعنا ودولتنا / شرور هؤلاء لا نهاية لها، وسمومهم تلزمنا جميعا باليقظة لضمان حماية جبهتنا الداخلية ولدحر ما يحاك ضدنا خارج حدودنا ". وأضاف:" يصرخ الديكتاتور في الجموع كثيرا محذرا من المؤامرات والأعداء والمتربصين، يصرخ ليغرس الخوف والشك والارتياب بين الناس فيلغي قدرتهم على التفكير بحرية والتعبير عن الرأي بحرية والاختيار بحرية، يصرخ ليمرر لهم حتمية الاعتماد الأحادي عليه إن أرادوا النجاة بأمتهم وبلوغ الانتصار النهائي. وتابع:" يصرخ الديكتاتور كثيرا ثم يسعى لارتداء حلة الحكماء والمخلصين ومبعوثي العناية الإلهية في بعض الأحيان، وفي جميع الأحوال يطلق أعوانه والمؤسسات والأجهزة الرسمية التي يسيطر عليها والنخب المتحالفة معه «خوفا وطمعا» على الناس يسومونهم سوء العذاب ويرتكبون الجرائم ويراكمون المظالم والانتهاكات ويخضعونهم لإرادته الانفرادية". واشار حمزاوي في مقاله الى نهاية مأساوية بسبب الحكم الديكتاتوري قائلا:" نهاية مأساوية، تحل بعنف بالغ يزج بالمواطن والمجتمع والدولة إلى أتون حروب الكل ضد الكل العبثية، أو إلى دوائر الانتقام والانتقام المضاد وهيستيريا التصفية الجماعية والعقاب الجماعي، أو إلى مغامرات عسكرية خارجية مدفوعة إما باستسلام الديكتاتور وأعوانه إلى «خيالات المؤامرة والمتآمرين» التي يفرضون بها الصمت على الناس أو بالرغبة ذات الارتباط العضوي بطبيعة النظم الديكتاتورية والاستبدادية في توريط الشعوب في معارك خارجية وهمية لكي تتجاهل عذابات الداخل – وفي الحالتين سرعان ما تنزل الهزائم الكارثية بالديكتاتور وحكمه". واختتم حمزاوي مقاله متسائلا :"متى ندرك أن الاستبداد لا يعتاش إلا على الجهل والفقر والعنف والتطرف، وأن تجاوزه يمكن أن يدار على نحو منظم وتدريجي دون تضحية شاملة بقيم الأمن والاستقرار والرخاء (هذا إن كانت هذه القيم حاضرة في المجتمع المعني)، دون مساومة على الحقوق والحريات أو تنازل عن العدل وعن محاسبة المتورطين في المظالم والانتهاكات؟ متى نتعلم الدرس؟.