رفضت التشكيك بالبرادعي منذ "ظهوره" بالمشهد السياسي وتجاوزت بإرادتي عن مبالغات المفتونين به وقلت :لن نحمله سوى أفعاله وأقواله المؤكدة وتابعته عبر الفضائيات وبالفيديوهات التي تنتشر بالإنترنت.. ولذا أتساءل بصدق :متى سيفهم البرادعي؟ ومتى سيدرك أن الشعب المصري الذي وصفه كثيرا بالجهل والأمية لا يريده لا رئيسا للجمهورية ولا رئيسا للوزراء ولا مديرا لأصغر مركز شباب بمصر؟ فالمصريون الذين "اختنقوا"لأعوام طالت بأكثر مما ينبغي بالفرعون المخلوع لن يسمحوا لأي فرعون أو متفرعن بأي تواجد بحياتهم.. ظهر البرادعي بإعلان مدفوع الأجر مع ممثليين ولاعبي كرة وإثنان ممن يطلق عليهما لقب الداعية الإسلامي ليقولوا للمصريين قولوا لا للإستفتاء وجاءت النتيجة رادعة.. وفوت البرادعي على نفسه فرصة للفهم.. وأصر على الدستور أولا وأعد الحشود والتجييش الإعلامي وأعلن انسحابه من الترشيح للرئاسة وتوقع انتحار بالجملة وزحف بالملايين ولم يحدث وتجاهله المصريون .. ولم يفهم.. وطالب بمجلس رئاسي ولفظه المصريون ،وتزعم المطالبة بأحكام فوق الدستورية وأعد وثيقة باسمه ورفضها غالبية الشعب .. وتشبث بعدم الفهم.. واحتل الصدارة في تبني مليونيات تنادي بالدستور أولا وكانت الاستجابات ضعيفة وكما قيل –عن حق- كانت مئويات وأحيانا عشرمييات "يتمشى "فيها المتظاهرون بالميدان وبينهم مسافات واسعة بعكس المليونية الحقيقية التي يتكدس فيها المصريون ويتحركون ببطء لشدة الزحام.. ورفض البرادعي الفهم.. ورحب بوثيقة السلمي ورفضها الشعب وردوا على السلمي ببعض ما يستحقه بمليونية حاشدة ورائعة يوم 18نوفمبر.. وتشبث البرادعي بالتويتر فهو ميدانه الوحيد الذي يعرفه ولا يستطيع التعامل مع المصريين خارجه.. ونتذكر عندما سألوه ببداية الثورة لماذا لا تشارك بالتحرير؟ فرد بتلقائية:نزلت مرة والغاز المسيل أوجع عينيي!! ولم يتردد بعد ذلك في الحديث عن استعداده بالتضحية لمصر وعن قسمه أنه لايريد شيئا لنفسه وأنه-ياولداه-يضحي من أجلنا ولم يستمع لغضب المصريين المتصاعد منه ربما لكثرة سفرياته للخارج أثناء الثورة .. وعندما سئل عن غيابه.. قال باستغفال رهيب لعقولنا :أسافر من أجل الثورة لأجمع الدعم للثورة من الخارج.. وإن لم يكن إستغفالا فهي سذاجة سياسية فالعالم لايساند إلا الأقوياء والغرب وأمريكا،والبرادعي يعرفهم جيدا بحكم عمله السابق بالوكالة الذرية،،فهم يجاهدون لمنع أي قوة لعالمنا العربي لصالح إسرائيل فعن أي دعم يتحدث؟. فمن السخف أن يستغفلنا ويتخلى عن وطنه ويمن علينا بالسفر وبإمكانه دخول مويسوعة جينس كأول زعيم عبر التويتر وشعاره :ياللا يا شعب بينا توتير وموبايلات!! وكان أول من طالب ب"وثيقة فوق دستورية"وتسبب بإهدار شهور من الثورة في جدال يستغفل عقولنا ولفت أنظارنا عن محاكمة المخلوع ونظامه واسترداد أموالنا.. وإذا كان البرادعي يفخر بعلاقاته الخارجية فإننا نقسم له أن الغرب لن يفرضه علينا فهذه الصفحة طويت للأبد فالمارد خرج من القمقم و"حطم"القمقم ومن سيحاول إعادة بنائه فسيضعه الشعب بالمكان والمكانة التي يستحقها وأتعفف عن ذكرها.. فمن يسعى لإلغاء الشعب سيلغيه الشعب.. وأتمنى أن يجد البرادعي وقتا يعيدا عن السفر والتويتر ومريديه المنتفعين منه ليسير بشوارع مصر ليرى طوابير المصريين التي استمرت لساعات طوال من كافة الأعمار والمستويات ليعرف الرد الحقيقي عليه وعلى من يساندونه ويدعمونه بالخارج وبالداخل وليحاولوا الفهم قبل فوات الأوان .. شاهدت ليلة تنحي المخلوع بالتحرير شابا يبتسم ويرفع لافتة كتب عليها:أخيرا فهمت فقلت له :كان فاهما و"وبيستعبط"فضحك ورد:أنا عارف.. ويبدون أنك تتشابه مع المخلوع بإدعاء عدم الفهم وبالعناد وكما حاول زبانية مبارك فرضه فأنصارك يحاولون فرضك"بالبلطجة"السياسية وبالكائنات الفضائية التي تتغنى بحبك وبأنك المنقذ وعليك إنقاذ نفسك منهم بإعلان الفهم..