قال الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله إن الدين أصبح موظفا في الصراعات السياسية بعدما كان عاملا أساسيا في التقريب بين الشعوب. جاء ذلك اليوم الاثنين في كلمته خلال افتتاح ملتقى علماء شرق أفريقيا الثالث الذي تستضيفه جيبوتي ويستمر ثلاثة أيام، ويناقش الملتقى دور الامام الشافعي في الفقه الإسلامي. ويشارك في الملتقى علماء ورجال دين من جيبوتي ؛إثيوبيا؛ السودان؛ الصومال؛ وكينيا، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ودعا الرئيس جيله في كلمته إلى ضرورة "توحيد الجهود والرؤى لمواجهة التحديات الكبيرة التي اختلط فيه الحق بالباطل". وقال إن "الدين أصبح موظفا في الصراعات السياسية بعد أن كان عاملا أسياسيا في التقريب بين الشعوب والثقافات"، مضيفا أن "هذه الظاهرة جديدة على مجتمعاتنا الاسلامية". وطالب الرئيس الجيبوتي الملتقي بالخروج بنتائج تسهم في وضع حد للظواهر الغريبة على الثقافة الاسلامية. وقال إن "الدين الاسلامي برئ من الفكر المنحرف والسلوك المنافي للفطرة"، مضيفا أن الأمة السلامية قادرة على تجاوز هذه المحنة وهذه الفترة الصعبة من خلال تلاقي العلماء ونشر الفكر الوسطي المعتدل واحداث المراجعات المناسبة للأفكار والمواقف وأخذ العبر والدروس من الاحداث المأساوية التي تحيط بنا وأتت على الأخضر واليابس وتسببت في انهيار الدول وهلاك البشر. من جانبه، أعرب أكرم كلش نائب رئيس مجلس الشؤون الدينية بتركيا ؛ عن أمله في أن يعم الأمة الاسلامية والانسانية في العالم الأمان والسلم. وقال كلش في كلمته بافتتاح الملتقى، "أنا سعيد اليوم بزيارة المأوى الأولى والمهجر الأول للمهاجرين الأوليين بمناسبة وضع الحجر الأول للمسجد الذي سيتم انشاؤها هلى طراز عثماني في جيبوتي وسيكون معلما للأخوة الاسلامية وسيصبح رمزا للتأريخ المشترك بين البلدين في العهد العثماني". ودعا إلى ضرورة توعية النساء وتربيتهم على الدين الحنيف وهو الأمر الذي يقوم على عاتق علماء هذه الأمة، بحسب المسؤول التركي. بدوره، أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمساعي جيبوتي في القرن الأفريقي فيما يتعلق بتنمية المنطقة وازدهار شعوبها. وقال في كلمته بالملتقى إن "هذا الملتقى ينعقد في ظروف وتحديات متنوعة تستهدف فيها هذه الأمة أجمع والوطني العربي خاصة ويستهدف فيها أهل السنة والجماعة في عقيدتهم ومذهبهم السني ومنهجهم العقائدي والسلوكي وفي وحدتهم الروحية والسياسية والعربية".
ودعا إلى "ضرورة الوقوف أمام كل من يريد أن تنحرف هذه الأمة عن وسطيتها ووحدتها إلى التطرف والغلو". من جانبه، قال وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف الجيبوتي، أدن حسن أدن؛ إن بلاده تقوم بجهود حثيثة لتعزيز الوحدة المذهبية والتعايش بين شعوب المنطقة. وقال أدن في كلمته بالملتقى إن "الهدف من انعقاد هذا المنتدى هو ابراز دور أحد كبار علماء أهل السنة الذين تركوا علما وفكرا يجتمع عليه كثيرون من المسلمين قديما وحديثا وهو الإمام الشافعي، إضافة إلى تسليط الضوء على هذه المعاني التي تخدم المجتمعات الاسلامية، وتساهم في تصحيح الأفهام والافكار التي ينبغي اشاعتها بين الناس لخدمة الحق والخير ونشر ثقافة السلام وفقه الاعتدال بين جيل الشباب".