يعتقد البعض أن فترة الستينيات كانت تتميز بالأصالة والنقاء, بالفعل كان يوجد ذلك ولكن بنسبة قليلة جدًا, وما لا يعرفه الكثيرون أن نسبة البيوت المصرية التي تنغمس بالديون كبيرة جدًا، ونسبة الفقراء كبيرة, وقد أثر ذلك تأثيرًا كبيرًا على الناس وقتها حتى انعكس ذلك على الأسماء التي يسمون بها أطفالهم. فعلى سبيل المثال كان الفلاح يسمى على اسم صاحب العزبة أو الأرض كي يرضى عنه ويعطيه مكافأة على تقديره له وكذلك الموظفون في المصالح, حتى عامة الشعب وقتها يطلقون على أولادهم أسماء الزعماء أو شيخ الحارة وقتها أو على اسم المغنيين.
فيما كانت الفئة المتدنية وقتها من أبناء الأزهر والشيوخ يسمون أبناءهم بأسماء الأنبياء وزوجاتهم التي تعتبر الوحيدة التي لم يحدث بها تطور رغم مرور الزمن مثل باقي الأسماء منها "عائشة, خديجة, فاطمة, زينب, سارة" هذه الأسماء الوحيدة التي قهرت الموضة ومن الأسماء الغريبة التي في الغالب لم يسمعها الكثير إلا أجدادنا الذين عاشوا تلك الفترة فترة الستينيات حفظهم الله منها "الديم" وكان هذا الاسم مستوحاة من كثرة الديون وقتها فكان إذا ولد طفل وسط عائله منغمسة بالديون كان يسمى بهذا الاسم. أما بالنسبة لعشاق كرة القدم وقتها كانت أكثر الأسماء الشائعة التي يسمون بها "جولط" وهذا كان أحد لاعبي فريق النيل في الستينيات وأحرز بمفرده ثلاثة أهداف في مرمى الهلال في مباراة هزم فيها النيل فريق الهلال بثلاث أهداف, ومن وقتها انتشر الاسم بشكل كبير ومن الممكن أن تعتبره أبو تريكة الستينيات، و"هود" التي كان ينتشر بين الترزية و"حران" وغيرها من الأسماء.
"ست أبوها وبتعة"
من الأسماء المنتشرة في الستينيات وهو مستوحى من السكينة وإن البنت حبيبة أبوها وشيء من هذا القبيل مثل الكثير من الأسماء منها "سندس, بهجة, دانية, سلسبيل, أرياف, أصيلة"
الغريب الذي ورثناه أنهم أيضًا كانوا يطلقون أسماء على أولادهم معناها لا يرسى له مثل "الجحش, أبو الليف, الزفر, الضو, عضمة, الشحات" وبالطبع لا نحتاج أن نوصف معاني هؤلاء الأسماء فالاسم يوضح معناه, وبالرغم من التقدم الكبير الذي شاهدناه في هذا العصر إلا أننا مازلنا نقتبس الأسماء بشكل مبهم كصيحات الموضة التي أصبحت تغزو بلادنا, فالأسماء تنقذ منها حتى ذلك الحين وكأنهم يعتقدون بأن وقع الاسم القبيح يرد عين الحاسد ويجنب المولود الأذى فسميت الحسناء بقبيحة وسوداء وغيرها من الأسماء الغريبة, كما يسمون أبناءهم بأسماء مخيفة لإلقاء الرعب في أنفس "كالصخر وسيف وفهد ونمر وثعلبة وصقر وشاهين". بالرغم من التغير الكبير في عاداتنا وتقاليدنا وأسلوب الحياة نتيجة للتطور الذي شاهدته البلاد العربية في الآونة الأخيرة والتي أثرت بشكل كبير والذي لم تنج منه أسماء أبنائنا.
فقد كان للمسلسلات التركية ومشاهير النجوم تأثير على ذلك حتى أصبحنا نسمي بها أبناءنا دون معرفة معناها الحقيقى, والاكتفاء بمواكبة الموضة.
"ميرال" من الأسماء التركية الأشهر انتشارًا في هذه الآونة, ومعناه الظبية الصغيرة التي أصبح بإمكانها ترك أمها, "خولة" ومعناه الاستعداد لمهاجمة أي شخص يستفزها وتبدى فيها صفة العصبية وقلة الصبر, و"ليمان" تعني سجن يدخله المجرمون و"هويام" والعديد من الأسماء التي لا يرثى لها من معنى.
ومن الأسماء التركية التي انتشرت بشكل كبير "مهند" ويعنى السيف المصنوع وهو مهند التركي حبيب نور في المسلسل الأشهر على الإطلاق في الوطن العربي, وفتى أحلام السيدات والبنات, وأيضًا "سليمان, إلياس, جاسم" والعديد من الأسماء التي لا تحصر.