أخطر ما يواجه فلول النظام وأعداء مصر هو أن تمضى محاكمات رؤوس النظام السابق وتثبت عليهم التهم الموجهة إليهم وبالتالى العقوبة المقررة فى القانون التى يصل بعضها إلى الإعدام والآخر إلى السجن المشدد . ومن ناحية أخرى هناك من يكره أن تتم الإنتخابات لأن ذلك سيكشف بوضوح الحجم الفعلى والوزن الحقيقى للتيارات والحركات والأحزاب السياسية بل وسيفضح النظام السابق بشكل أكثر وضوحاً .. ومن هنا كانت فكرة إشاعة الفوضى هى الركيزة الأساسية لإدارة الصراع وبدأت بإثارة الفتنة الطائفية ولكنها والحمد لله قد تم السيطرة عليها بوعى كامل من الطرفين المسلمين والأقباط , ولاننكر جهود أصحاب الأيادى البيضاء فى هذا الصدد . ثم استمرت أعمال البلطجة لتمثل خلفية عامة للمشهد تختفى أحياناً وتظهر فى أحيان أخرى .. ولقد استغلت العناصر الحاقدة على مصر الكارهة لمستقبلها والتى تتعامل مع البلاد بنظام الأرض المحروقة فما تم خسارته وجب حرقه !! مثلما كان يفعل القذافى وغيره من الحكام الذين ينقلبون على شعوبهم عند الشعور بعصيان الشعوب لهم .. إن ما يجرى الآن هو سيناريو مدروس لتحويل مصر إلى حالة من الفوضى يتدخل فيها المحلس العسكرى والحكومة المؤقتة على نحو يعيد إلينا الذكرى السوداء التى عشناها فى عهد مبارك , ولكنى أربأ بالمجلس العسكرى والحكومة الوطنية أن ينجرفا وراء هذا المسلك بل عليهما والتصرف بحكمة واستعمال القانون العادى وألا تصادر حريات أحد فى مجالات العمل العام وأن تعالج الأخطار المستقبلية فى إطار تشاور حقيقى مع القوى الوطنية التى تمثل صمام الأمان لمصر حيث لابد من الاستماع إلى وجهات النظر وتقويم الأحداث فى إطار موضوعى لا يدفع بالبلاد إلى نزاع بين حكومة وشعب أو بين طوائف الشعب .. فكل ذلك هو مسئولية الجميع ينبغى أن نتعاون فيها .. وفى الختام أرى أهمية سرعة حل مشكلة قناة الجزيرة فلا يصح أن تُقتحم فى ظل عصر جديد حيث كان لها دور لا يستهان به فى دعم ثورة 25 يناير لأن أى عرقلة للبث المباشر سيفسر على أنه عقوبة لهذه القناة على دورها السابق فى نقل الأحداث وهو ما لا نرضاه أن يقال عن مصر فى عهدها الثورى الجديد . حفظ الله مصر من شرور الأعادى وكلل الله مساعى أهل الخير بالتوفيق والسداد والله المستعان ,