أكد منسق عمل هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة في الخارج "ماجد حبو"؛ أن هناك اختلافات جدية بين لقائي القاهرةوموسكو التشاوريين، بالنسبة لتشكيلات المعارضة الوطنية الديمقراطية. وأضاف حبو في لقاء خاص مع مراسل الاناضول في روسيا؛ " أن وجه الاختلاف؛ يكمن في المشروع السياسي الذي يحمله لقاء القاهرة، فهو مشروع استراتيجي يؤسس لايجاد رؤية مشتركة لاطياف المعارضة الوطنية الديمقراطية ذات السيادة والاستقلالية؛ من أجل إيجاد صيغة توافقية، وخطة عمل لما يمكن أن يكون عليه الحل السياسي المقبل في سوريا ". وتابع حبو: " أما لقاء موسكو؛ فهو مهم بالتاكيد لكنه يحمل رمزية سياسية، ويهدف لاقامة جسور الثقة بين النظام والمعارضة السياسية؛ بهدف الاسراع في حلحلة الكثير من الملفات الساخنة والعالقة، كوقف العنف، والافراج عن المعتقلين السياسيين، وايجاد صيغ جديدة من العلاقة السياسية، التي ظل الحوار فيها مفقوداً لعهود طويلة"، مشيراً أن "لقاء موسكو يشكل مبادرة جريئة من حكومة الاتحاد الروسي، وتنعش الآمال بايجاد حل سياسي للأزمة المتفاقمة في بلادنا منذ أربع سنوات، لا سيما مع طغيان الحل العسكري الذي فرض نفسه بعد مفاوضات جنيف". وحول الحل السياسي وإمكانية الوصول إليه؛ قال مسؤول هيئة التنسيق: "هناك مسعى حقيقي لاعادة الاعتبار للحل السياسي، لذلك نحن نعتبر لقاء موسكو حلقة مهمة، الذي سيتبعه بالتاكيد لقاءات أخرى بإعداد أفضل وجهد أكبر". واعتبر "حبو" أن لقاء القاهرة مشروع استراتيجي طويل الامد؛ يهدف لاعتماد المشروع الوطني الديمقراطي، الذي يجب أن يجمع كل مكونات وأطياف المعارضة الوطنية والشعب السوري، أما لقاء موسكو فهو محطة سياسية عابرة "، على حد تعبيره. وحول توقعات هيئة التنسيق الوطني؛ لنتائج لقاءات المعارضة السورية ( فيما بينها وقبل انضمام وفد النظام ) على اختلاف توجهاتها وأساليبها ومرجعياتها؛ قال حبو: " إن المعارضة السورية هي بكل تأكيد خارطة سياسية وإيديولوجية عريضة، ولكل منها مشروعه السياسي المختلف عن الآخر، ولكن هناك بالتاكيد قواسم مشتركة عريضة؛ تتفق عليها كل ألوان المعارضة وفئات الشعب السوري كذلك، وفي مقدمة تلك القواسم؛ الانتقال الديمقراطي، والتخلص من استبداد النظام السياسي، وكذلك مواجهة الارهاب الذي انتشر على الارض السورية من خلال داعش وأخواتها، وقبل كل ذلك إيجاد مخرجات سياسية؛ تؤدي لوقف العنف وإعادة إعمار البلد وعودة المهجرين ". وعن الحلول العسكرية للأزمة السورية قال حبو : " للأسف لا يزال البعض في المعارضة السورية يعتقد بامكانية تحقيق انتصارات عسكرية، فيما يرفض البعض الآخر منهم ذلك الحل، ويؤمن أن الحل سياسي، وفق توافق دولي"، منوهاً أن "اختلاف وجهات النظر بين أطياف المعارضة أمر شرعي وطبيعي؛ لكن المؤكد اليوم وبعد أربعة سنوات من طغيان الحل العسكري؛ أن أنصار الأخير باتوا أقل( سواء كان الحل العسكري من النظام او من المعارضة). وأشار المعارض السوري أن "هناك إجماع أممي وإقليمي؛ للدفع باتجاه الحل السياسي، وهو قاعدة عريضة يمكن جمع السوريين على أساسها مهما اختلفت انتماءاتهم، على أرضية مشروع وطني، يضمن الحد الادنى من الحقوق للسوريين، ويخلص البلاد من الاستبداد والارهاب معا". وردا على سؤال حول تخفيض النظام لمستوى تمثيله في لقاءات موسكو؛ وهل يمكن للنظام - من وجهة نظر هيئة التنسيق الوطني - أن يكون جزءاً من الحل في سوريا؛ أجاب حبو: " إن تخفيض النظام لمستوى تمثيله في اللقاءات؛ يعكس توجهات سياسية داخل النظام نفسه، ذلك أن النظام وحتى اليوم؛ هو من يعيق العملية السياسية، أو يدفع باتجاه تعطيلها"، معللاً ذلك بأن النظام "سيدفع فاتورة الاستحقاق الديمقراطي والإصلاح السياسي، حيث سيضطر لتقديم تنازلات للمجتمع الوري". وأوضح حبو "ان غياب المنسق العام وقيادات الصف الأول؛ جاء كنتيجة للإعداد غير الجيد للقاءات موسكو؛ مما انعكس على مستوى الطموح لنتائج اللقاء، لكن وكما ذكرت سابقا؛ يجب أن لا يكون لقاء موسكو محطة أخيرة؛ بل يجب إقامة جسور الثقة التي ربما تقود الى لقاءات أخرى، سواء في موسكو أو في أي مكان آخر". وتطرق المعارض السوري الى أنهم يطمحون أن ينطلق أي حل سياسي من قرارات جنيف - 1 ، وتحت إشراف دولي ( بسبب غياب الثقة بين الاطراف المتنازعة في سورية). وفيما يخص احتمالات مشاركة النظام في الحل السياسي؛ فأكد حبو ""أن اتفاق جنيف ينص في نقاطه الستة؛ على مشاركة كل الاطراف في العملية السياسية بما في ذلك النظام، كما ويشارك الجميع في هيئة الحكم الانتقالي، أما ما يخص بعض الجوانب الإشكالية: كرأس السلطة السياسية، وشكل الحكم؛ فذلك من وجهة نظرنا؛ يحتاج لمؤتمر وطني عام، يجمع عليه كل السوريين، ويجد مخارج لتلك الإشكاليات، إن البحث عن نقاط الالتقاء اليوم؛ يعد أكثر أهمية بكثير من التوقف عند نقاط الاختلاف ". وعن غياب وجود برنامج للمعارضة السورية، بعد الثورة، لسوريا ما بعد الأسد، قال حبو "المطلوب هو إيجاد القواسم المشتركة بين مختلف البرامج، وهذا بالذات ما يتم العمل عليه اليوم في اجتماع القاهرة، كمحاولة لتشكيل قاعدة عريضة، تحمل وجهة نظر سياسية تجمع كل المعارضة الوطنية الديمقراطية، وتوحدها في رؤية موحدة للحل السياسي ومستقبل سوريا". وشدد حبو "أن النظام هو من يعيق الحل؛ لأنه ليس على استعداد لدفع فاتورة الاستحقاق الديمقراطي". متمنياً "أن يكون لقاء موسكو بارقة أمل؛ تقرب توجهات وقناعات المعارضة من بعضها، لإخراج البلاد من أزمتها ووقف نزيف الدم السوري".