أكد عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، الدكتور سعد فياض، أن هناك أجندة أمريكية تسعى إلى تفريغ الحراك الثوري في مصر من محتواه، عبر اصطفافات ثورية معينة. وقال فياض في حوار خاص ب"عربي21"، إن معركة الهوية جزء أصيل من ا?أزمة المصرية، مشيراً إلى أن بعض الحركات الثورية تصر على أن الإسلاميين ليسوا مكوناً رئيساً للثورة. وتساءل: "لماذا الإصرار على رفض أي شعار إسلامي في المظاهرات، بينما يتم الترحيب بالصليب وغيره من الشعارات؟" وعلق فياض على الحكم ببراءة مبارك أنه متوقع ومعلوم مسبقاً، وهناك معلومات بأن "مبارك" لم يكن منذ فترة موجوداً في السجن أصلاً. وهذه التبرئة ستستفيد منها الحركات الثورية التي دعمت الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، ثم عزلت نفسها من خلال رفضها قانون التظاهر الذي جعلت منه ركيزة ثورية ضد السيسي. وهذه فرصة لتضيف هذه الحركات عنصراً جديداً على المشهد الثوري. وأكد فياض أن ثورة يناير التي هي ثورة شعب يرفض الظلم؛ مرّت بانكسارات ومنحنيات مختلفة، ولكن إرادة التحرر بقيت متقدة، ولذلك فنحن على يقين بانتصار قيم العدالة والكرامة والحرية قريباً بإذن الله، ونرى أن الهوية الإسلامية تحتوي على جميع هذه القيم. وأضاف فياض فى تقييم السلطة القضائية القضاء أنه ؛ يعيش فى مرحلة العسكرة والحكم الشمولي الذي يتحرك وفق منظومة عسكرية، ونحن أعلنّا رسمياً عدم الاعتراف به، ولا ننسى أن كثيراً من القضاة من أصول شرطية، وهناك تقريباً ثلاثة آلاف عائلة تحتكر القضاء في مصر، وتشكل عليه طبقة مغلقة، ولذلك فإن أي ثورة لن تنتهي بتطهير القضاء؛ محكومٌ عليها بالفشل. ونفى فياض ان يكون الحشد الأمنى يوم 28 الذى كان تحت مسمى معركة الهوية مشيرا إل انه طرح ساذج وأحمق، فالمحاكمة والبراءة سبب كافٍ للتشديد الأمني، ولكن الخوف الحقيقي من اجتماع الشعب خلف المصحف؛ هو السبب الحقيقي في محاولة ترهيب الناس من النزول إلى الشارع، من خلال الحشد الأمني الكبير. وأكد فياض أن المعركة بالفعل معركة هوية مضيفا إذا لم تكن معركة هوية؛ فلماذا الحرص على تغييب شعار الهوية بهذا الشكل الفج؟ ولماذا تصر بعض الحركات الثورية منذ 11 فبراير 2011 على أن الإسلاميين ليسوا مكوناً رئيساً في الثورة؟ أليس المقصود هو إقصاء الهوية الإسلامية؟. ثانياً: لماذا تقول الشرطة للمشاركين في التظاهرات الأخيرة ب"عبد المنعم رياض": "لو كنتم إسلاميين لفتحنا عليكم الرصاص"؟ ولماذا لا تتحدث أمريكا ولا الأممالمتحدة عن حقوق الإنسان أو حقوق المعتقلين إلا فيما يخص الحركات غير الإسلامية فقط؟. ثالثاً: لماذا الإصرار على رفض أي شعار إسلامي في المظاهرات، بينما يرحبون بالصليب وغيره من الشعارات الأخرى؟. * أثار حديثكم حول رعاية قطر لمشروع توافقي بين إسلاميي مصر وحراكات ثورية على رأسها "6 إبريل" بدعم أمريكي؛ كثيراً من الجدل، فما هي أبعاده؟. - بعضه معلومات، وبعضه استنتاجات نراها تتحقق على أرض الواقع، ويشهد لذلك تصريحات بعض رموز الليبرالية المتصدرة للمشهد الثوري، التي تؤكد أن رئيس مصر القادم لن يكون إلا بموافقة أمريكا والاتحاد الأوروبي. * الدكتور أيمن نور رفض تصريحاتك حول "السيناريو القطري" وقال إنها تهدف إلى إجهاض توحيد الثوار، فما ردكم؟. وأعلن فياض رفضه لتصريحات بعض القوى الليبرالية المتصدرة المشهد الثورى قائلا نحن نرفض تصريحات أيمن نور وتخوينه لنا، ونرفض أيضاً الأجندة الأمريكية للاصطفاف الثوري وتفريغه من محتواه، ونفرق بين التوحد الثوري وبين التفريغ الثوري، فرفع شعارات فضفاضة، وتنحية الهوية، والتنازل عن المطالب، واشتراط أسماء مقبولة أمريكياً؛ هو تفريغ ثوري وليس اصطفافاً ثوري، ومن أراد الاصطفاف؛ فالثوار في الشوارع منذ أشهر لم يتركوه. وقال فياض نحن نربأ بالدكتور أيمن نور أن يكون اصطفافه إلى الخارج، وندعو جميع القوى الوطنية أن يكون توافقها إلى الداخل. وأضاف سعد فياض عن سبب عدم توحد الثوار إلى الآن أن - هناك مستجدات كثيرة في المشهد المصري تجعله مختلفاً عن المشهد قبل 25 يناير، وهناك حركات "ثورية" شاركت في إضفاء شرعية على الانقلاب العسكري، وهو خطأ جسيم لا يصلح معه أن تقوم هذه الحركات بدور الشرعية الثورية، والتوافق يكون على المشترك مع احترام المختلف فيه، وليس تغييبه أو التنازل عنه، فهذا ليس توافقاً، ولكنه تنازل. وأكد فياض أن السيسي يزيد من مساحة خصومه كل يوم، وليس لديه مشروع أو حلول حقيقية للأزمات المتزايدة، وفي ظل تزايد التعقيدات والمخاطر؛ فمن الوارد أن يتم التعامل معه كورقة محروقة في وقت قريب، فالمجلس العسكري هو عبارة عن مجموعة متنفذة من أصحاب المصالح الذين يحكمون الدولة بالفعل، فإذا تأزم المشهد وأصبح خروج السيسي من اللعبة هو الخيار الآمن لمصالحهم ونفوذهم؛ فمن الوارد جداً التضحية به. مضيفا أن 25 يناير ستكون موجة ثورية كبيرة قد يكون لها تأثير فيما بعدها، وسيشارك فيها قطاعات عريضة من الشعب.