الدستور: الأحزاب المتباعدة عليها الاتفاق على شكل البرلمان القادم.. والنور: يؤيد شهران قضتهما الأحزاب السياسية بين اجتماعات ومفاوضات وانتقال بين المكاتب والغرف المغلقة، والنتيجة لا شىء، تحالفات تدشن لتمر عليها أيام وأحيانًا ساعات ليعلن عن انهيارها، مشهد يقترب من الوصول إلى اللا تحالفات فى ظل مرور الوقت وصعوبة تدشينها. وأرجع الدكتور ياقوت السنوسي، أمين عام حزب الدستور، سبب هشاشة التحالفات إلى حالة التجريف التى تعمد النظامين السابقين ممارستها ضد الأحزاب والساحة السياسية، قائلاً: إن الأحزاب ما زالت عاجزة عن أن تمارس دورها بالشكل المطلوب وتملأ الفراغ السياسي المتواجد.
وطرح السنوسي فى تصريحات خاصة ل"المصريون" مقترح أن تتفق الأحزاب السياسية على وثيقة مبادئ عامة بناء عليها تجرى الانتخابات ويشكل البرلمان المرتقب، كأخف الضررين، بحيث تقوم الأحزاب المتباعدة بالوقوف على هذه المبادئ فيما تقوم الأحزاب الأخرى المتشابهة فى الأيديولوجيات بالتحالف وإذا ما عجزت عن ذلك فعليًا أن تتفق أيضًا على تلك المبادئ.
ولفت إلى أن المشهد الحالي يدور فى ثلاثة محور الأول هو تحالف يجمع الأحزاب والقوى المنتمية فكريًا للنظام الأسبق، وأخر يجمع ما تبقى من تيار الإسلام يضم تحالف دعم الشرعية والجماعة الإسلامية وقد ينضم له حزب النور السلفي على حد قوله، وثالث يضم القوى المدنية الليبرالية المؤمنة بثورة 25 يناير و30 يونيو.
وأوضح أن البرلمان القادم لن يضم أغلبية مطلقة لأي من الثلاثة، مشيرًا إلى أن البرلمان فعليًا سيضم من كل فصيل مجموعة.
وشدد على أن تلك التجمعات ستكون بمثابة عقبات أمام مشروع أى فصيل آخر، محذرًا من صعوبة عمل البرلمان وإنجازه لأى شىء فى ظل الترجيحات المطروحة. من جانبه أيد حزب النور فكرة الوثيقة على لسان نائب رئيس الحزب لشئون الإعلام نادر بكار، وقال فى مقال له إن الأحزاب عليها أن تتفهم دورها فى البرلمان القادم.
وقال بكار إن الدستور الجديد أقتطع نظريًا للبرلمان المصرى صلاحيات واسعة غير مسبوقة جعله بها مهيمنًا على السياسة العامة للدولة تشريعًا وتوجيهًا ومراقبة وتصويبًا، ونظريًا أيضًا فإن مجلس نواب كهذا لابد أن يرتكز فى أغلبيته على بناء حزبي ناضج وقوى -قوامه حزبان أو ثلاثة- يمتلك رؤية متكاملة لإدارة الدولة تنسجم مع أجندة تشريعية جاهزة ليس فقط لتغطية خمس سنوات قادمة، بل لتأسيس عمل برلماني تبنى عليه الدفعات المستقبلية وتنسج على منواله.
وأضاف بكار في مقال له: "لكن المراقب المحايد يرى أن الواقع العملي لحال الأحزاب المصرية فى مجموعها ومستوى نضوجها السياسى وطريقة تعاطيها مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المزمنة لا يعطى حتى الآن انطباعًا مطمئنًا لجماهير المصوتين بقدرتها على استغلال هذه الصلاحيات منفردة".
وأشار مساعد رئيس حزب النور، إلى أن فى ظل هذه الفشل الحزب فى الوصول إلى تحالفات مطلوب من الأحزاب ىأن تقف على وثيقة مبادئ تكون أساس التحركات فى المرحلة القادمة.