يبدو لي أن الغرب بدأ يشعر بالضجر، من "شكاوى" التيارات التي تدعي المدنية، و"هلعها" من الإسلاميين باعتبارهم القوة الوحيدة الأقرب إلى سدة الحكم. مندوب الاتحاد الأوروبي في القاهرة "مارك فرانكو" منذ أيام وفي القاهرة طالب العلمانيين بالكف عن الشكوى من الإخوان.. وحثهم على أن يتخلوا عن كسلهم واتكاليتهم وعن مؤامراتهم لسرقة السلطة بعيدا عن صندوق الاقتراع . أول أمس أكدت السفيرة الأمريكية في القاهرة "مارجريت سكوبي" أن واشنطن ستحترم نتائج الاحتكام إلى الصندوق، وأنها مستعدة لدعم أية حكومة مصرية "حتى لو كانت إسلامية". كلام "فرانكو" و"سكوبي" جاء بالتزامن مع بيان المجلس العسكري يوم أمس الأول والذي حسم فيه موقفه من "جدل الدستور أولا" و"تأجيل الانتخات" والاقتراح اللص "المجلس الرئاسي" وأكد على أنه لن ينحاز إلا إلى رغبة الشعب وأنه لن يسمح لأي من كان بالقفز على السلطة. والحال أن "منظر" القوي السياسية المدنية قد بات "مسخرة" ومثيرا للشفقة، وكاد الليبرالي الكبير الدكتور وحيد عبد المجيد ان "يجن" مما يصنعه أقرانه "الليبراليون" حين وقفوا ضد الديمقراطية وضد الحرية وضد إرادة الشعب المصري، حملته على أن يدعو التاريخ إلى تسجيلها باعتبارها من "غرائب" الدنيا النادرة. عندما قالت سكوبي إن بلادها ستنحاز إلى ما سيفرزه صندوق الاقتراع في مصر.. عقب عليها "مناضل" يساري غاضبا وقال يبدو أن أمريكا ستنحاز إلى "الديكتاتورية".. شوفتو ازاي!!.. الانتخابات في عرف المناضلين اليساريين باتت "ديكتاتورية".. وهذه واحدة من "مساخر" مجتمع "النخبة الكسولة" التي احترفت الآن قطع الطرق على أي خيار ديمقراطي للشعب وتقليبه وسرقته تحت تهديد بلطجته الإعلامية. هذا المشهد "المسخرة".. لم يعد أهلا بالاحترام، لا يستحق إلا الازدراء ولا يشرف حتى العواصمالغربية التي طالما ساندت القوى العلمانية في مصر ما يقرب من مائة عام مضت.. الكل الآن بات مستاء من هذه التصرفات غير المسئولة والتي لا تضع في الاعتبار إلا مصالح "شلل" غير منظمة وعشوائية وليس لها برامج وتدخل في علاقات بزنس مع قوى مالية طفيلية انتفخت جيوبها وكروشها بالمال الحرام في عصر الرئيس السابق. ومن المتوقع أن تظل اعمال البلطجة السياسية مستغلة "الفراغ السياسي" إلى أن تجرى الانتخابات في موعدها المقرر سبتمبر القادم ويكون لمصر ولأول مرة منذ عقود طويلة، برلمان منتخب وحكومة منتخبة ورئيس جمهورية جاء بالإرادة الحرة للمصريين.. هنالك ستطهر البلد من "قطاع الطرق" و"اللصوص السياسيين" أو على الأقل لن نرى في صدارة المشهد إلا ما يقر العيون ويثلج الصدور ويذهب غيظ قوم مخلصين. [email protected]