أكد السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر لدى فرنسا ان مصر تمر حاليا بمرحلة تاريخية حيث انه بعد قيام ثورتين شعبيتين لا زلنا نعيش عملية سياسية عنوانها التغيير المتواصل مما لا يجعل مجالا للشك فى اننا نشهد بالفعل ميلاد مصر جديدة، جاء ذلك فى الكلمة التى القاها السفير المصرى خلال الاحتفال الذى أقيم بدار الاقامة بعد ظهر اليوم بمناسبة ذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة. وأضاف السفير محمد مصطفى كمال ان مصر انتهت بنجاح من تنفيذ الاستحقاق الثانى من خارطة المستقبل، بإجراء " إنتخابات رئاسية شهد القاصى قبل الدانى بنزاهيتها وشفافيتها، وتولى سية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة البلاد فى ظل إلتفاف واجماع شعبى غير مسبوق حول قيادته"..مشيرا الى ان مصر ماضية فى استكمال الاستحقاق الثالث والاخير من خارطة المستقبل باجراء انتخابات مجلس النواب وذلك فى ضوء ما يقضى به الدستور المصرى، بهدف استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية للدولة. واوضح ان ثورة الثالث والعشرين من يوليو التى انطلقت قبل 62 عاما كانت هى الشعلة التى ألهبت حركات التحرر والاستقلال فى العالم العربى والقارة الافريقية، لتنتقل شرارتها الى ارجاء العالم الثالث الذى انتفض للمطالبة بحريته.. مستعرضا الانجازات التى حققت ثورة 1952 فى شتى المجالات سواء على الصعيد الداخلى او الصعيد الخارجى حيث برزت مصر كإحدى القوى الفعالة فى النظام الدولى، كما كانت من مؤسسى مجموعة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية. وذكر السفير محمد مصطفى كمال انه بالرغم ما تكبده الشعب المصرى من مشقة على مر السنين إلا ان عطائه الإنسانى لم ينقطع ولم تخبو شعلة الحرية فى وجدانه، فبعد ثلاثة عقود من الصبر والتحمل جأت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 لتعيد كسر جدار الخوف لدى المصريين، وليعيد الشعب المصرى تأكيد حقه فى رفض الإستبداد والظلم وفى صياغة مستقبل أفضل. وأكد ان المصريين كتبوا صفحة جديدة مضيئة فى تاريخهم المعاصر من خلال تلك الثورة الشعبية الأبية التى إنطلقت دون قيادة تفرض نفسها وأهدافها وآمالها على أرض الواقع، وحينما حاول البعض إختطافها جأت ثورة الثلاثين من يونيو لتعيد الوطن لابنائه ولتظل الطوحات والتطلعات قابلة للتحقيق. وشدد السفير على ان الثلاثين من يونيو جأت لتعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى مسارها الصحيح الذى حاولت بعض القوى أن تحيد به لتحقيق مآرب شخصية لا تدرك مفهوم الوطن ولا تؤمن به، بل تتاجر باسم الدين وتتخذ من الإرهاب حليفا وممن العنف منهجا. أضاف انه خلال كل هذه المراحل والمنعطفات التاريخية كان جيش مصر الوطنى دائما حاميا لأرض الكنانة ومحافظا على شعب مصر العظيم ومحققا لآماله وطموحاته. وأعرب السفير محمد مصطفى كمال - فى نهاية كلمته - مجددا عن تقدير مصر قيادة وشعبا، للدول والشعوب الشقيقة والصديقة التى وقفت إلى جوارها فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا الحديث.. مؤكدا اننا لن ننسى من ساندنا وسوف يساندنا فى تلك الظروف الاستثنائية. كما اغتنم السفير المصرى هذه المناسبة للتقدم إلى كافة ابناء الأمتين العربية والإسلامية بخالص التهانى بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم. وحضر الإحتفال سفراء الدول المعتمدين لدى فرنسا بالاضافة الى عدد من المسئولين الرسميين والبرلمانيين الفرنسيين والاعلاميين وكذا الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الاسبق للامم المتحدة والفنان المصرى العالمى عمر الشريف وعدد من ابناء الجالية المصرية.