قال الكاتب محمد القدوسي إن ما سماه "الانقلاب يعيش مأزق بنيويا حادا، حيث ساهمت الانتخابات الرئاسية في فصل الروابط الواهية, التي كانت تشد بعضها إلى بعض، فقد انقسمت جبهة الإنقاذ بشكل نهائي، كما انقسمت الجبهة اليسارية القومية الناصرية. وأضاف القدوسي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن "استجداء جميع مؤسسات الدولة العميقة للناخبين، يعبر عن المأزق الحقيقي لقادة الانقلاب بعد عزوف أغلبية الشعب المصري عن المشاركة، كما يعد غطاء لتبرير مزاعم زيادة أعداد الناخبين، الذين سيقال إنهم خرجوا في اليوم الثالث, استجابة لنداء الوطنية". وكثفت أجهزة الدولة ووسائل الإعلام القريبة منها جهودها في الساعات الأخيرة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية, جمعت بين الترغيب تارة, والترهيب تارة أخرى, بينما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الاقتراع يوما إضافيا. وتعددت الوسائل المتبعة لتحقيق التعبئة, بدءا من قرار الحكومة جعل ثاني أيام الانتخابات -وهو الثلاثاء- عطلة رسمية، وإعفاء وزارة النقل المسافرين الراغبين في التصويت من تذاكر قطارات السكة الحديد، لتمكين المواطنين المغتربين من الوصول إلى مقارهم الانتخابية. أما اللجنة العليا للانتخابات، فهددت بإحالة مقاطعي الانتخابات للنيابة العامة أو تغريمهم خمسمائة جنيه، قبل أن تقرر مد فترة التصويت ليوم إضافي، بالرغم من اعتراض حملتي المرشحين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي على القرار. كما كان لتوظيف الدين دور بارز في الحشد، حيث استخدمت مكبرات الصوت بالمساجد لدعوة الناخبين للتصويت بعدد من المحافظات، وبثت وسائل الإعلام كلمة متلفزة للبابا تواضروس للغرض نفسه. واستضافت وسائل الإعلام عددا من الشخصيات السياسية والفنية والرياضية، لدعوة الشعب للمشاركة بالانتخابات الرئاسية، من أبرزهم جيهان السادات (قرينة الرئيس الراحل أنور السادات) , والمرشح الرئاسي السابق بانتخابات الرئاسة 2012 أحمد شفيق ، والمدرب الأسبق لمنتخب كرة القدم حسن شحاتة. ودخل القطاع الخاص على الخط، وقررت إدارة أحد المراكز التجارية الكبرى إغلاقه لتمكين آلاف العاملين من المشاركة بالتصويت، ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خطابات رسمية صادرة من عدد من شركات القطاع الخاص تتوعد بخصم راتب كل من يقاطع الانتخابات.