أوباما غاضب والقرار لوزير الدفاع.. علاقة مصر بأمريكا أفضل.. والدب الروسي متوتر يبدو أن مصر أصبحت نقطة لصراع قوتين عظميين وكأن بامتلاك رضاها ترجح كفة دولة على أخري، فبعد أحداث 30 يونيو انسحبت أمريكا من المشهد السياسي ورفضت الاعتراف بالسلطات الحالية، معتبرة أن ما حدث انقلاب على سلطة منتخبة وليست ثورة شعبية.. بعدها وجدت السلطات الحالية ضالتها فى القوى الأخرى "الدب الروسي" فذهب المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، والمرشح لرئاسة الجمهورية الحالي لاستبدال علاقتها بالقوة الأمريكية. إلا أن الولاياتالمتحدة حاولت استفزاز الدب فعادت مرة أخرى لتحسين علاقاتها مع الدولة المصرية لتمدها ب 10 طائرات أباتشي وهي اتفاقية كانت مبرمة سابقًا، ولكن أكد الخبراء العسكريون أنه كان بإمكانها أن تسحب يدها من هذه الاتفاقية ولكن نفذوها نكاية فى الدب الروسي، بحسب قولهم، وهو ما اتضح عبر التصريحات الروسية الأخيرة والتي أعطت انطباع عدم الارتياح والتوتر من رجوع العلاقات الأمريكية المصرية. واعتبر خبراء سياسيون وعسكريون، أن دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية مصر ب 10 طائرات أباتشي، قد يغضب الدب الروسي الذي من مصلحته أن تظل العلاقات المصرية الأمريكية متوترة. وقال محمد قدري سعيد، الخبير العسكري، إن قرار إرسال 10 طائرات أباتشي إلى مصر جاء بناء على قرار من وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيجل، رغم رفض الرئيس الأمريكي بارك أوباما عودة العلاقات المصرية الأمريكية. وأضاف قدري، ل"المصريون"، أن هذه الطائرات جاءت خدمة لمصر لمساعدتها فى مكافحة العمليات الإرهابية خاصة لاستخدامها فى الأراضي السيناوية. وتابع أن رجوع العلاقات الأمريكية قد تغضب الدب الروسي الذي استعانت به مصر كبديل عن مواجهة القوة الأمريكية التى رفضت التعامل مع السلطات المصرية، معتبرة أن ما حدث بها انقلاب عسكري وليست ثورة شعبية. وأوضح قدري، أن السلطات المصرية الحالية ستلجأ إلى محاولة إرضاء الدولة الروسية عبر إرسال وفد دبلوماسي يوضح طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية وأسباب اللجوء إليها حتى لا تخسر حليفًا قويًا كروسيا وتحافظ على كل الأطراف. وشدد قدري، على ضرورة تثمين العلاقات مع الجانب الأمريكى، قائلًا: "إن ما تأخذه مصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تدفع ثمنه بعكس ما تستورده من الدولة الروسية فمدفوع الثمن"، بحسب قوله. من جانبه، أكد اللواء محمود زهران، الخبير السياسي، أن محاولة أمريكا تحسين علاقتاها بمصر دليل على قوة الدب الروسي الذى تحدي القوة الأمريكية وفاز بالتحدي فى النهاية واعترف بثورة 30 يونيو، بحسب قوله. وأوضح ل"المصريون"، أن أمريكا لا تستطيع الاستغناء عن العلاقات المصرية بسبب "إسرائيل" وريثتها الوحيدة من جهة وللحفاظ على أمن مصر القومي من جهة أخري، مفيدًا بأن هذه العلاقات مستقلة ولن تؤثر على العلاقات المصرية الدولية. وفى نفس السياق، اعتبر اللواء مختار قنديل، الخبير العسكرى، أن القرار الأمريكى بإرسال طائرات أباتشى لمصر يؤكد اعتراف الولاياتالمتحدة بخارطة الطريق، لافتًا إلى أن الطائرات ستعطى دفعة قوية فى الحرب على الإرهاب. وقال يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية ب "الأهرام"، إن ذلك التقارب قد لا يؤثر على العلاقات بين البلدين، خاصة وأن الدب الروسي من مصلحته أن تظل العلاقات متوترة بين البلدين. وأفاد أن التقارب المصري الروسي ليس معناه رفض العلاقات الأمريكية، لأن مصر تبحث عن مصالحها فى النهاية خاصة وأن هذه الصفقة كانت مسبقة وليست وليدة اليوم وإنما تم تعديلها فقط. وكانت الإدارة الأمريكية قد استأنفت المساعدات المجمدة لمصر منذ أكتوبر الماضى، بشكل جزئى، وأعلنت تسليم مصر 10 طائرات مروحية من طراز "أباتشي"، لدعم عمليات مكافحة الإرهاب، خاصة فى سيناء، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون".