في افتتاحية تقريرها اليوم المعنون "السيسي ومستقبل مصر"، قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية إن هناك العديد من الملاحظات على قرار إعلان المشير عبدالفتاح السيسي ترشح لرئاسة الجمهورية، بعد استقالته من منصب وزير الدفاع فيما يخض مستقبل البلاد. وأضافت أن "هناك مفارقات كبيرة بين أهداف الثورة المجيدة غير المسبوقة والنتيجة السياسية وهي الوصول العسكري للرئاسة مرة أخرى، بعدما كان طموح الثورة إعادة بناء البلاد باستخدام قدرات شعبها، الذي أظهر وجوده الرائع بعد غياب طويل وقسري". وتابعت أن "القضية ليست خاصة بالسيسي شخصيًا بعدما تمكن عبر قرار شجاع ولحظة حاسمة بالتاريخ المصري الحديث في توفير حركة شعبية مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين مع القدرة على إسقاط نظامها الذي حاول من قبل الالتفاف على الثورة من خلال شعار "يسقط حكم العسكر". وأشارت إلى أن "المسألة تختص بمفارقة أن الثورة التي دعت إلى سقوط الحكم العسكري الآن تجد نفسها في مواجهة مرشح ترأس المؤسسة العسكرية ينظر إليه على أنه "المنقذ" من حكم الإخوان". وأردفت أن "الرجل العسكري قائد القرار الشجاع للحركة الشعبية لإسقاط حكم الإخوان الذي كان متوقعًا بقاءه في السلطة لأجل غير مسمى، بات قادرًا على تقديم نفسه للمصريين والعرب والعالم كرئيس مدني مؤهل وقادر على تجديد الحياة السياسية في مصر باستخدام القوى الحية التي فجرت اثنين من الثورات ضخمة في أقل من ثلاث سنوات". وأوضحت أن "الحكم العسكري في مصر استمر 60 عامًا، وبالتالي فالمسألة ببساطة عبارة عن رجل عسكري على وشك تولي الرئاسة وقيادة شؤون أكبر دولة عربية كان متوقعًا أن يصنع تاريخًا بعد تجارب مريرة من الحكم العسكري في العديد من البلدان العربية. واستعرضت المجلة تاريخ الحكم العسكري في البلدان العربية، قائلة إن "الجيش سيطر على السلطة في أكبر وأهم الدول العربية من الشرق إلى الغرب على مدار ال 60 عامًا الماضية، ويمكن النظر إلى الحكم العسكري على أنه مسؤول عن التغيرات والاضطرابات والتقدم والنكسات التي مرت بها تلك البلدان مع النتيجة النهائية الكارثية التي تجلت فيها بعد فترة "إنجازات" الأنظمة العسكرية". ورأت "المونيتور" أن أخطر هذه "الإنجازات" هو الاختفاء التقريبي للحركات الشعبية والأحزاب والتنظيمات السياسية والتجارية والمهنية، والنخب الثقافية بسبب القمع وشراء الولاء والمراكز والامتيازات. وتابعت أن "الدول العربية أصبحت صحارى جرداء تقريبًا مع عدم وجود مهارات ولا كفاءات يمكن تقديمها، لأن هناك خيارات مفادها "أنك إذا قمت بإظهار الولاء للسلطان فستتم الإشادة بك، وإذا عارضت فسيتم تهميشك وإجبارك على مغادرة البلاد وبيع مواهبك للأجانب، بينما إذا ما قررت المواجهة وتحدي القواعد فسيتم سجنك". وقالت إن "النخب هاجرت لأماكن تحقق الاستفادة من مواهبهم مع حياة دون قمع، وهو خيار نفذه عديدون من خلال العيش في ظروف "المنفي المريح" القاسية، مما جعل البلدان تفقد مواطنيها أصحاب القدرات لبنائها، مع انتشار الفساد الحكومي في الوقت ذاته والرشوة". وأضافت أن "مصر وحكومتها البارزة هي الآن أكثر تخلفًا مما كانت عليه عام 1960، وبغض النظر عن تلك المزاعم بات التعليم هو الأسوأ وأصبحت الحكومة أكثر فساداً وانتقل سكان الريف للمدن وصارت الخدمات الحكومية تغذيها الرشوة". واستطردت أن "رئيس مصر القادم سيواجه اختبارًا صعبًا فالأنظمة التي يمكن أن تساعده ليست مطلقة إذ تتطلب الرجوع إلى "صناع القرار"، والتي يمكن تلخيصها في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصالحها ومواقفها وعلاقاتها وحليفها الاستراتيجي بالمنطقة إسرائيل". وقالت إن "خطوة الرئيس الأولى محفوفة بالمخاطر، فتلك المهمة الثقيلة لا يمكن أن يقوم بها فرد أو جماعة أو حزب منفردًا أو مجموعة، فمصر تواجه تحديًا لاستعادة نفسها وروحها ودورها وقدرتها على الإنجاز وقد ظهرت شجاعة السيسي الغير عادية لتولي هذه المهمة العظيمة". http://www.al-monitor.com/pulse/politics/2014/04/egypt-military-president-challenges-sisi.html#