كشفت مصادر مطلعة ل " المصريون " أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة السودانية لتأمين القمة العربية التي بدأت أعمالها أمس في الخرطوم ، كانت وراء تغيب عدد من الرؤساء والملوك العرب عن حضور القمة ، هذا بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية وتحذيرها للرؤساء والملوك العرب بشان احتمال شن عمليات إرهابية ضد عدد من الزعماء . وقالت المصادر إن الحكومة السودانية أبلغت الدول المشاركة بأن مسئولية تأمين الرؤساء وأعضاء الوفود ستكون من اختصاص أجهزة الأمن السودانية بالكامل ، ولن يسمح بأي دور تأميني لأي جهاز أمني آخر من أي دولة عربية ، كما رفضت الحكومة السودانية إطلاع أي من الدول المشاركة بالقمة على الخطط الأمنية التي ستطبقها ، إلا أنها في الوقت نفسه حددت بعض الاشتراطات الأمنية السودانية منها عدم السماح بأكثر من 4 حراس شخصيين لكل رئيس وفد ، وأن لا يزيد تسليحهم عن 4 مسدسات عيار 9 مم. واشترطت الحكومة السودانية أيضا عدم السماح لأكثر من حارس شخصي لكل رئيس وفد في الدخول معه لقاعة المؤتمر الرئيسية ، كما رفضت أجهزة الأمن السودانية طلبات بعض رؤساء الوفود كمصر وتونس والسعودية بشحن سيارات رئاسية مدرعة لتنقلاتهم في السودان. وبالنسبة لأجهزة اتصالات اللاسلكي مع أفراد الحراسة ، حددت سلطات الأمن السودانية موجات لاسلكية خاصة يستخدمها أفراد الحراسة ، وهو الأمر الذي رفضته بعض الدول ، وأصرت على أن تستخدم موجات خاصة لربطها مع أجهزة الأمن ببلدانهم. وكانت مسألة إقامة رؤساء الوفود في منطقة الفيلات الرئاسية ، التي أقيمت خصيصا للقمة ، أيضا نقطة اعتراض من عدد من رؤساء الوفود حيث رفض عدد من الرؤساء الإقامة بتلك الفيلات وأصر على أن تكون الإقامة في أحد قصور الرئاسة وربط حضور القمة بتلبية مطلبه ، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة السودانية نظرا لاعتبارات أمنية. وأكدت المصادر أن عددا من الرؤساء والملوك العرب ، الذين كانوا مترددين بالفعل في حضور القمة ، وجدوا في الإجراءات الأمنية مبررا للغياب عن حضور القمة ، والتنصل من أي مواقف أو قرارات تصدر عن القمة تتعارض مع مصالحة الخاصة أو مع المصالح الأمريكية.