لاشك أن ما حدث في تونس ألقى بظلال كثيفة على جدول أعمال قمة «شرم الشيخ» وهي القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية بعد القمة الاولى التي استضافتها الكويت، ومع الاعتراف بأهمية الاهداف الاساسية للقمة والمتمثلة في دعم التعاون الاقتصادي العربي، وتعزيز التجارة البينية وتهيئة البنى الاساسية لمواجهة التحديات، والتنسيق لمواجهة المتغيرات الدولية.. الخ. إلا ان نبض الشارع العربي، الذي بدأ يرسل اشارات «بوعزيزية» إلى قادته ادى الى اعادة توجيه دفة الخطاب نحو المواطن العربي البسيط. وبالتأكيد فان تحقيق مبادرة سمو أمير الكويت في انشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة، وتوفير الموارد المالية اللازمة له ليقوم بالدور المطلوب في مؤازرة دور القطاع الخاص والشباب المقبل على انشاء مشروعات متوسطة وصغيرة هو من أهم مخرجات القمة. ولعل كلام عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية هو خير دليل على التأثير القوي لاحداث تونس وتوابعها على القمة حيث قال موسى: «النفس العربية منكسرة بالفقر والبطالة والتراجع العام للمؤشرات الحقيقية للتنمية»، ودعا الى «تحقيق نجاح حقيقي يلمسه المواطن العربي في مستوى معيشته». واعتقد أن اهم التوصيات التي سيضمها البيان الختامي ستكون «ضرورة توفير فرص عمل للشباب العربي» حتى لا نتحول الى شعب «محروق» فلا يجد اغلب حكامنا من يحكمونهم!! حسام فتحي [email protected] «لو خصني الفيلسوف بحكمته المحفورة في ذهن الزمن وبدأ يوجه لي الحديث حاخد طريق غير طريقه وامشي بعيد عن ندوته والزحام علشان انا من سنة مؤمن بلا جدوى الكلام» («الصدمة» للشاعر فؤاد قاعود رحمه الله)