ينظّم عدد من الصحفيين والإعلاميين المصريين، غدًا، وقفة احتجاجية أمام مسرح وسينما راديو بوسط القاهرة ضد الإعلامي الساخر باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج"، اعتراضًا على ما جاء في الحلقة الأخيرة من البرنامج يوم الجمعة الماضي، وما وصفوه ب "التطاول على القوات المسلحة ورئيس الجمهورية". وقالت الصحفية سامية زين العابدين، رئيسة القسم العسكري، نائب رئيس تحرير جريدة "المساء"، إحدى منظمي الوقفة، إن ما جاء في الحلقة السابقة من برنامج "البرنامج "أمر غير مقبول بالمرة، خاصة أن مقدم البرنامج تطاول على القوات المسلحة بقيادة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وأضافت أن باسم يوسف تطاول أيضًا على المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية. وأثارت الحلقة الأخيرة من برنامج "البرنامج" ردود فعل واسعة في مصر، بعد أن تضمنت انتقادات غير مباشرة للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، ولما اعتبرت "إيحاءات جنسية" من قبل مقدم البرنامج باسم يوسف. ووصف الدكتور عبد الله زلطه أستاذ الإعلام الحلقة التي بثت الجمعة الماضية بأنها "لا صلة بحرية الإعلام، فقد كانت حلقته مقززة ولا صلة لها بالإعلام أساسا، ولا يصح أن يكون تناوله هكذا بالسخرية لرئيس الجمهورية وللقائد الأعلى للقوات المسلحة، فهناك الكثير والكثير من المشكلات التي يعاني منها المجتمع، ولم يقترب منها باسم في حلقته، بل اقترب من رموز البلد الشرفاء". وطالب المسؤولين بسرعة تحريك البلاغات ضد باسم قائلا: "لا يعني ذلك تقييدا بل هو ضبط للأمور والمعايير المهنية الإعلامية، فحرية الإعلام لها سقف حتى في أعتى الدول الديمقراطية، ولم يكن احد يجرؤ على السخرية من قيادات الجيش في أي وقت من الأوقات وهذا شيء طبيعي". من جانبها، قالت الدكتورة هويدا مصطفي أستاذة الإعلام ورئيسه قسم الإذاعة والتليفزيون، "لا نعتقد أننا نعود للوراء، بل علي العكس، فهناك ايجابية مهمة لابد من النظر إليها، وهي أن الحرية متاحة في الإعلام، وانتهت فكرة التقييد، ولم تعد موجودة، ولا تعد البلاغات تقييدا لحرية الإعلام لان برنامج باسم يوسف يعد حالة غير مكررة، ولذلك فردود الفعل ضده أيضا حالة غير مكررة، فليست بهذه السهولة ستتم مقاضاة أو رفع دعاوى على إعلاميين طالما أن الأداء يسير بمهنية وحرية مسؤولة". بدوره، طالب الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام ب "وضع ميثاق شرف للإعلام لضبط إيقاع العمل والتخلص من مثل هذه المهاترات، ففي هذا التوقيت سيكون تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي هو الحل قبل اللجوء للقضاء ورفع الدعاوى القضائية ضد أي إعلامي، فعلى كل وسيلة إعلامية أن تقوم بضبط أدائها في إطار من الحرية ولا يعني ذلك التقييد أبدا، ولكن لدينا ضوابط وتقاليد أعراف في المجتمع أهمها عدم المساس بالرموز الوطنية وعدم التعدي على هيبة الدولة ورموزها". أما الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام فرأى أن "الأمر لا يخص باسم وحده، لكنه يخص أيضًا المشاهدين فليس هو فقط المسئول عن رد فعل المشاهدين الذي تغير في الآونة الأخيرة بسبب عدم قبول المشاهدين لبعض ما كانوا يقبلونه من قبل، وأن رفع دعاوى على الإعلاميين أمر مقلق، ولذلك فنحن في أشد الاحتياج لميثاق الشرف الإعلاني وتطبيق قواعده". يأتي هذا فيما بدأت نيابة استئناف القاهرة، التحقيق في بلاغ الدكتورة وفاء مسعد المنسق العام لحركة "أمل مصر"، ضد الإعلامي باسم يوسف، لاتهامه بإذاعة أخبار ومعلومات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة. وإشاعة الفوضى في البلاد، وإثارة الفتنة، وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي.