أحمد بدير فنان كبير، وفارس من فرسان المسرح المصري، عاصر كثيرًا من التحولات السياسية واستطاع على مدار سنوات طويلة أن يعبر عن هموم الناس وأحلامهم في إطار كوميدي ساخر فترك بصمة طيبة لديهم. قدم العديد من الأعمال في السينما والمسرح والتليفزيون.. التقيناه وتحدثنا معه عن الشارع المصري وأحواله وآرائه في السياسة والفن، فكانت له العديد من الآراء، وإلى نص الحوار: كيف ترى وضع مصر الحالي؟ نحن اخترنا جماعة هدفها الرئيسي السيطرة على الدولة وتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعب المصري الذي حلم بها، ولهذا ظهرت الفوضى, وبإذن الله وبعزيمة المصريين سوف يعود الحق لأصحابه. ما رأيك في الدور الحالي للإعلام؟ الإعلام مهم لإظهار الحقائق التي ربما كانت ستخفي علينا، فالدولة بلا إعلام وصحافة وثقافة وإبداع، تظل في مجاهل التاريخ. هل ترى دورًا مهمًا للفن والفنانين في المرحلة المقبلة؟ أن يظهروا السلبيات التي نراها مع العمل على معاجلتها. كيف ترى مستقبل الفن مع حكم الإخوان؟ لا أخشى على الفن تحت أي حكم، فالفن والإبداع لا يتأثر بأي شىء، وحتى لو أراد الإخوان أن يؤثروا على المثقفين أو الشعب المصري فلا يستطيعون تحقيق أغراضهم أو الخطة التي يتبعونها الآن. كفنان، كيف تتوقع سيناريو نزول الشعب اليوم 30 يونيه؟ الوضع الطبيعي أن الشعب عندما ينتخب الرئيس ويعدهم أن هناك مائتي يوم لكي يصلح أشياء كثيرة، ولا يتم تنفيذ أي شىء، وبعد سنة كاملة نلاحظ أنه قد حدثت ردة ورجعت مصر للوراء, الصندوق ليس عقد مبايعة، ولكنه عقد شراكة، بمعنى "احكمني بما يرضي الله ونفذ مطالبي"، وهو لم ينفذ طلبات الشعب، ولكن نفذ مطالب جماعته الإخوان ومكتب الإرشاد، وكان يجب أن يثور الشعب ويقول لا، ولابد أن يتركوا الشعب ليعبر عن رأيه بحرية وبدون شحن أو تخريب، مثل ما حدث قبل ذلك، وأنا سوف أشارك في هذه التظاهرات ووقعت أيضًا لحملة تمرد. هل توافق على أنه لا يوجد عمل حقيقي يجسد هذه الثورة؟ لا يمكن في ذلك الوقت، لأن أي ثورات عظيمة تحدث في أي دولة لا تأخذ شكلها الحقيقي، إلا خلال سنوات وسنوات، لأن هناك خلفيات كثيرة لا أحد يعرفها، والمبدع لا يعلمها والتاريخ سوف يظهر أشياء كثيرة، فمثلاً الحرب العالمية الثانية قدموا عنها أفلامًا بعد عشر سنوات، تتحدث عن أحداث هذه الحرب، فالثورة أكبر من ذلك بكثير. ماذا لو تم تعيينك نقيبًا للممثلين؟ أنا لا أفكر حاليًا إلا في مصر وأولادي وأحفادي، لأنهم سوف يقع عليهم الضرر هم والشعب المصري بأكمله، فلابد من التخلص من الاستعمار الإخواني أولا حتى يحقق الرخاء والرفاهية، ثم نبدأ التفكير في جميع أهدافنا. وماذا عن رأيك في قلة الأعمال التاريخية في التليفزيون المصري؟ الأعمال التاريخية مكلفة، وتليفزيون الدولة لا يستطيع الإنفاق عليها والاهتمام بها. ما الرسالة التى توجهها للرئيس مرسي؟ يا دكتور أنت فرقت الشعب المصري إلى مسلمين وكفرة, يكفي أنك أسأت للإسلام، وأرجو منك أن تتوجه إلى الله وتطلب منه السماح والمغفرة، وتقول أنا رئيس للشعب المصري وليس رئيسًا للإخوان، في ذلك الوقت نلتف حولك جمعيًا، ونقف بجانبك ونساندك.