شهد البرلمان التركي معركة بالأيدي والشتائم بين نواب حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" اليميني المتطرف، عقب سخرية نواب الحركة القومية من زوجة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان بعد منعها من دخول مستشفى عسكري بسبب حجابها. وكانت أمينة أردوجان، قد مُنعت من دخول مستشفى جولهان العسكري ، بسبب الحجاب الذي ترتديه، والذي سبب لها ولزوجة الرئيس التركي، خير النساء جول، مشاكل لا تحصى في الماضي مع المؤسسة الكمالية والعسكرية. وازدادت سخونة النقاش داخل مجلس النواب التركي، عندما سخر النائب عثمان درموش من زوجة أردوجان ومن زوجها، واستعاد وصف "النبي الثاني" الذي أطلقه عليه أحد نواب "العدالة والتنمية" في نوفمبر الماضي. وقال درموش: "كيف تجرؤون على منع دخول زوجة رئيس الوزراء إلى المستشفى؟ من تظنون أنفسكم؟ أليست زوجة النبي؟" على حد قوله. وانتفض أردوغان وحلَّ محل دورموش في منصة إلقاء الكلمات ليقول: "أولا وقبل كل شيء، ألا تعرفون يا أصدقائي (في إشارة ساخرة إلى نواب حزب الحركة القومية) أنه لا نبي بعد نبينا الخاتم (محمد صلى الله عليه وسلم)؟!". وأجاب دورموش غاضبا بأن هذا الوصف ليس وليد أفكاره أو صنعة لسانه، ولكنه ورد على لسان إسماعيل حقي إيسر، العضو عن حزب العدالة بالمجلس المحلي بمحافظة أيدين. وردا على هذا، أكد أردوغان عدم علمه بورود مثل هذا الوصف على لسان أحد نوابه، لكنه أكد بلهجة صارمة: "لن يجرؤ شخص على وصفي بهذه الصفة ويستطيع البقاء في مكانه بالحزب"، بحسب ما ذكرته صحيفة "حريت" التركية. وبعد كلمة النائب درموش الساخرة اندلعت معركة تورط فيها عدد كبير من نواب الحزبَين، وبينهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإسلامي المعتدل بكير بزداج الذي رأى أن كلام زميله كان يفتقد إلى اللباقة، إضافة إلى نائب رئيس الحكومة بولنت أرينش، المعروف بأنه أحد الأقطاب الإسلاميين للحزب الحاكم. من جانبه، التزم رئيس الوزراء الصمت إلى أن حضر مناسبة لا يحبها العلمانيون وهي حفل لجمعية "الهلال الأخضر" التي تناضل من أجل منع استهلاك التبغ والكحول. وتطرق أردوجان إلى مسلسل الحوادث التي سبق أن تعرض لها هو وزوجته بسبب حجابها، واكتفى بقوله: "أنا آسف من أنه بدل انتقاد منع زوجتي من دخول المستشفى، سخروا من الحادثة".