ساعات من الرعب والقلق يقضيها أهالي محافظة المنيا، أثناء انتظار أطفالهم عقب ذهابهم وإيابهم في رحلة المدرسة اليومية، خاصة بعدما شهدت المحافظة ازديادا مخيفا لحالات اختطاف الأطفال والسيدات، حيث تجاوز معدلها الشهري 10 حالات مما خلق خوفاً ورعباً بين الأهالي، واستنفارا أمنياً عالياً لمواجهة هذه الظاهرة وتقديم المجرمين للعدالة. يقول الأهالي أنهم يقضون أسوأ أوقاتهم أثناء انتظار خروج أبنائهم من المدرسة يوميا وعودتهم لأحضانهم حيث لا يكاد يمر أسبوع بدون جريمة اختطاف على الأقل، كما يتعاملون مع بعضهم البعض بنظرية المؤامرة حتى أصبح التعامل فيما بينهم بحرص شديد، خوفاً من وقوعهم تحت أيدى أفراد العصابات المسلحة التي تنتشر في جميع أرجاء المحافظة وطرقها السريعة والداخلية. ويضيف الأهالي أن الظاهرة لم تعد قاصرة على اختطاف الأطفال فقط أو طلاب المدارس، وإنما امتدت لتشمل النساء، حيث انتشرت تلك الواقعة في الأشهر الأخيرة، وما يزيد من صعوبة الظاهرة الخطيرة هو أن أفراد تلك العصابات والتشكيلات ممن ليس لهم بيانات جنائية مسجلة فى وزارة الداخلية وليس لديهم صحف جنائية، مما أدى لتفاقم الأزمة وخطورتها حيث قام هؤلاء البلطجية باستغلال حالة الانفلات الأمني واعتبروا من تلك الطريقة-اختطاف الأطفال- وسيلة للتربح والثراء السريع وجنى الأموال بطرق سهلة، وزين لهم الشيطان طرقا عديدة ومختلفة لتنفيذ أغراضهم. وكانت تلك العصابات قد قامت باختطاف الطفل أندراوس 4 سنوات، أثناء عودته بصحبة والده أيمن وليم دميان 40 سنة، من مزرعة الدواجن الخاصة به بالطريق الصحراوى الغربى بمركز سمالوط، حيث قام مسلحون بإطلاق الرصاص على السيارة التى كان يستقلها والده، وقاموا بخطف الطفل والاستيلاء على متعلقات والده ولاذوا بالفرار، ثم طالبوا بعد ذلك والده بدفع مليون جنيه، فدية لإطلاق سراحه، وشهد نفس المركز واقعة اختطاف أخرى لطبيب بشري يدعى إيهاب مجدى فرج الله 32 سنة، ثناء عودته من عيادته الخاصة به بالمركز، إذ فوجئ بقيام سيارتين ملاكى باعتراض طريقه لإجباره على التوقف، وأثناء محاولته الهرب أطلق مستقلوها عليه الرصاص، مما أدى لإصابته بطلق نارى بالقدم، ثم قاموا بالاعتداء عليه بالضرب وانتزاعه من داخل سيارته، ثم قاموا بإلقائه بأحد المصارف على حدود المركز، مما أدى لتغيبه عن الوعي لمدة 12 ساعة وتدخلت العناية الإلهية وأنقذته. كما شهد مركز ملوى واقعتين مآساويتين لاختطاف طفلين وهما أبانوب صبحى عريان 9 سنوات، قام تشكيل عصابى مسلح باختطافه من أمام مدرسته أثناء انتظاره الفترة المسائية، وتمكن أقارب الطفل من إطلاق سراحه بدفع فدية 60 ألف جنيه، والطفل عبدالرحمن محمود علي 8 سنوات، الذي تمكن والده من إعادته عن طريق مساومة خاطفيه على رده، فيما لا يزال البحث جارياً منذ حوالى 3 أشهر عن الطفل محمد هشام 8 سنوات، يقيم بملوى، ولم تتوصل أجهزة الأمن عن أية معلومات تكشف مرتكبي الواقعة أو مكان احتجاز الطفل حتى الآن. وعبرت بعض السيدات بالمحافظة عن استيائهم وخوفهم من تفاقم تلك الظاهرة ووصفوا لحظات خروج أطفالهم لتلقي الدروس بالأصعب في حياتهم حتى أنهم لا يتنفسون الصعداء إلا حينما يرون أطفالهم يعودون لأحضانهم مرة أخرى. وما زاد من خطورة الأزمة أن حالات الاختطاف وصلت لرجال الشرطة، حيث تمكن أفراد تلك العصابات من اختطاف عميد بسجن المنيا مرتين ولم يستطع أحد إنقاذه من أيديهم سوى بدفع مبالغ مالية لإعادته.