السائقون: الحكومة سبب الأزمة.. والحكومة تلقى المسئولية على السوق السوداء.. وخبراء يرجعون الأزمة إلى مافيا التهريب تزداد أزمة السولار اشتعالاً فى جميع محافظات مصر، خاصة فى محافظة القاهرة التى أصابها الشلل بسبب إضراب سائقى الميكروباص فى عدة مناطق، إضافة إلى اصطفاف مئات السيارات أمام محطات الوقود. وقال علاء شلبى سائق ميكروباص، إنه يقف يومًا كاملاً أمام محطات البنزين للحصول على السولار وبأسعار مرتفعة، متسائلاً كيف أستطيع العمل لأسدد أقساط السيارة وأنا أقضى حوالى 12 ساعة فى محطات الوقود. وطالب شلبي المسئولين بالعمل على حل مشكلة السولار والتصدى لتهريب السولار وإلغاء مشروع الكوبونات الخاصة بتوزيع المواد البترولية فى ظل الازدحام والتكدس المرورى الذى يملأ العاصمة. وأوضح محمود عبد المنعم، الذى يعمل مندوب فى إحدى الشركات الغذائية، أن أزمة السولار المتسبب الحقيقى فيها هى الحكومة متهمًا إياها بأنها المفتعل الحقيقى للأزمة لأنها تريد أن تقتل السائقين بالبطىء. وأضاف: "أقف بالساعات لأحصل على السولار فكيف أسوِق بضاعة الشركة، مشيرًا إلى أنه يحصل على السولار من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مشيرًا إلى أن الشركات الخاصة بها محطات خاصة تحصل على حصة للسيارات التى تعمل لديها، إلا أن هذه الحصص لم تعد تصل إلى محطات الشركة لأنها تهرب فى السوق السوداء. فى السياق ذاته قال عاطف رجب سائق أتوبيس فى إحدى شركات السياحة نحن نعانى من أزمة السولار والبنزين منذ أكثر من 6 شهور ما أثر بصورة سلبية على مجال السياحة. واتهم رجب جماعة الإخوان المسلمين بأنها المتسببة فى الأزمة، مشيرًا إلى أنها لا تهتم بالسياحة التى تعد مصدر دخل لعدد كبير من أبناء الشعب المصرى. وأكد محمد عيسى عامل زراعى، أن المشكلة لا تقتصر فقط على السيارات والمصانع التى تعمل بالسولار فنحن لا نجد السولار لنروى أراضينا الزراعية، وأن السولار متواجد فى السوق السوداء وبأسعار مرتفعة ونحن مزارعون لا نملك قوت يومنا، فأطالب المسئولين بأن يرحموا الفلاح المصرى الذى يعانى من التعنت والظلم. وقال محمد حسن صاحب محطة بنزين إن الأزمة المتسبب فيها هو تهريب البنزين خارج البلاد بأسعار خيالية دون أى رقابة من المسئولين وبيع البنزين فى السوق السوداء. وصرح عبد الظاهر مفيد مسئول المواد السائلة للوقود برئاسة الجمهورية، بأن ضمن أسباب أزمة السولار ضعف كميات السولار المستوردة من الخارج، مشيرًا إلى أن الهيئة العامة للبترول استطاعت فى الأيام الماضية إدخال عدد كبير من الشاحنات، مشيرًا إلى أن المعدلات التى تُضخ فى السوق حاليا أعلى من المعدلات الطبيعية وأن الأزمة تزداد مع إقبال المواطنين على التخزين عند شعورهم بوجود أزمة، مشيرًا إلى أن السوق السوداء بدأت فى سحب الكميات من المحطات. ومن جهته قال: صلاح جودة المستشار الاقتصادى لمفوضية العلاقات الأوروبية، إن الأزمات الاقتصادية فى مصر قد تفجرت مرة واحدة وخاصة أزمة المحروقات والطاقه بكافة أنواعها وأبعادها وما تمثله من صداع فى رأس الشعب والحكومة وكذلك مشكلة السولار والتى تمثلت فى طوابير السيارات أمام كل محطة بنزين لمسافات تصل لمئات الأمتار وهذه المشكلة تعمل على قيام البعض من مستخدمى السولار وخاصة المسابك وبعض المصانع وسيارات النقل الثقيل فى الوقت الذى تنخفض فيه كميات إنتاج الوقود فى مصر. مشيرًا أن مصر تقوم بدعم للطاقة والمحروقات فى الموازنة العامة للدولة بقيمة (98 مليار جنيه سنويًا ). وأضاف جودة، أن معظم المسابك والمصانع ومزارع الدواجن ومزارع التسمين تقوم باستخدام السولار والبوتاجاز بدلا من الغاز، موضحًا أن المسابك تستهلك حوالى 100 أنبوبة بوتاجاز كل ساعة. وأشار إلى أن الحكومة تقوم ببيع طن السولار بمبلغ 1000 جنيه للمسابك والمصانع فى حين أن تكلفته سواء الاستيراد أو تصنيعه داخل مصر بمبلغ 3200 جنيه للطن، مشيرًا إلى أن وجود مافيا لتهريب السولار من كافة موانئ مصر، وخاصة موانئ الصيد فى السويس والبحر الأحمر و دمياط وكفر الشيخ.