سقوط مدوٍ للمنتخب المصرى لكرة القدم أمام نظيره القطري (1-3) بالعاصمة الدوحة، فى إطار تحضيرات "الفراعنة" لتصفيات كأس العالم.. بالطبع ستمر الهزيمة القاسية والفضيحة مثل غيرها من الكوارث التى حاصرت الكرة المصرية مؤخرا مرور الكرام.. حيث بات المنتخب "لعبة" فى يد مسئولى "الجبلاية" يلعبون به كما يشاءون ما دام ليس هناك حساب ولا رقيب، فقد تابعنا قبل المباراة رفض المدير الفنى للمنتخب بوب برادلى خوضها على اعتبار أنها عديمة الجدوى فى الاستعداد لمباراة زيمبابوى المرتقبة فى 26 الجارى بتصفيات كأس العالم فى ظل عدم مشاركة المحترفين وغياب لاعبى الزمالك والإسماعيلى، ولكن يبدو أن "سبوبة" رجال "الجبلاية" كانت مغرية جدا لحد لم يردعهم ويوقف تطاولهم على سمعة ومكانة الكرة المصرية، لذا جاءت الهزيمة الكبيرة لتؤكد أن الكرة المصرية يعبث بها مسئولون لا يتحملون المسئولية وغرضهم فقط "نفخ" جيوبهم بالدولارات غير مكترثين بحماقة مواقفهم التى تعمق من جرح المنتخب الغائب عن بطولتين للأمم الإفريقية مرتين على التوالى, فضلا عن تراجع تصنيفه الدولى بشكل مخيف.. فقط نكرر بأن من بيده القرار والمسئول غير مسئول بالمرة.. ويبدو أن ما تعيشه مصر من تخبطات كبيرة فى كافة المجالات أدت إلى فوضى وانفلات انعكس بشكل كبير على قطاع الرياضة الذى شرب من الكأس ذاته، وبات يعيش فى تخبط وعشوائية غير مسبوقة. خاطرة * ما زلت أتذكر لحظة الفراق يا أمى الحبيبة.. قبل أن تصعد روحك الطاهرة لبارئها.. كيف كانت يدك الحنونة التى تفيض عطاء تحضن يدى المرتعشة بقوة وتتشبث بها رافضة أن تتركها.. كيف كانت عيونك البريئة تنادينى بصمت وتتوسل للدقائق أن تطول لساعات.. كيف كانت آخر كلماتك وصيتك لى بأن أحافظ على أصغر زهرتين فى بستان عمرك.. كنت تشعرين حبيبتى بأنك لحظات وسترحلين.. وأنا لم أتخيل أنك يومًا عنى ستبعدين.. قلت لحظات وستنهضين.. لتظلى نور القلب وحلم السنين.. فما قيمة الحياة بدونك يا نبع الحنين.. ولكن لم يمهلك القدر حبيبتى.. لحظات ما أقساها.. نطق لسانك بالشهادتين بلا تلقين.. أغمضتِ العينين الجميلتين.. ليسترد الخالق وديعته بصمت حزين.. فى كل يوم كنت أحمل قلبى الباكى بين ضلوعى حزنا ووجعا وألما.. وأذهب إلى قبرك لأناجيكِ، أعاهدك بأن أصون وصيتك وأن أضحى العمر من أجلها.. نفذت وصيتك وصنتها كما كنت تتمنين.. ليتك بيننا لتقطفى ورودك.. تفتحت أزهار وفل وياسمين.. يا ليتك حبيبتى تشعرين.. يا ليتك بكلمة تنطقين.. لتجففى ينايبع دموع قلبى المسكين.. أرجوكِ لا تحزنى وسامحينى.. ذبلت زهرتك الأولى على أشجار الأحزان.. حاولت كثيرا أن تقاوم أوجاع وآلام الزمان.. ولكنها جفت بعدما روت ورودك بدموع الليالى.. لم تفكر يوما فى نفسها ولم تبالِ.. تعلمت منك حبيبتى.. أن العطاء هو أجمل صفات النقاء.. لا تلومينى إن أتيتك بقلب مكسور.. وبإحساس ذبيح.. ومشاعر مهزومة.. لا تلومينى إن جئتك بقلب غادره الحنان والدفء والأمان.. صدقينى حاولت كثيرا قاومت.. عافرت.. صمدت.. ولكن فى النهاية سقطت صريع الأحزان.. ولم يتبق منى حبيبتى إلا أطلال إنسان.