الموتورون من كل الأطراف يسوقونها سوقًا للعنف, عنف مغلف بالثورية, وعنف مغلف بفتاوى شرعية.. معظم النار من مستصغر التغريدات و دقائق اليوتويب.. الخانة القادمة الاغتيال, ولا علاقة لكلامي بما جرى في تونس.. وأدعو الله ألا يصدق ظني.. فمصر على الرغم من كل التوترات تسير للهدوء.. كل محاولات المعارضة هي النفس الأخير قبل خانة المعارضة الحقيقية, وكل محاولات مؤيدي الرئيس خاصة الإسلاميين, هي النفس الأخير قبل التقاط الأنفاس.. فتوى الشيخ شعبان, مع بهارات فيديوهات وجدي غنيم, مع حرائق عبد الله بدر التي همدت قليلًا, في مقابل دعوة جميلة إسماعيل لقتال الإخوان, و بهارات عصيان الباشمهندس حمزة المدني, مع حرائق عنتريات رهط الجبهة, من رموز الثورة ورموز الفلول.. كل ذلك لا ينتظر سوى تدخل خارجي خفي متخفي, أو توتر شاب معجب بفتوته, ثم حادثة اغتيال واحدة, لتبدأ خريطة الشيطان الذي يتربص بالجائزة الكبرى. المشكلة أن هناك من يراهنون على ذلك و هو يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. فالخطة تتلخص في إشعال شرارات عنف, كالتي بدأت عند الاتحادية في المرة الأولى.. وقبلها الاعتداءات على مقار الإخوان.. فيتم استفزاز شباب الجماعة والسلفيين, فيحدث اشتباك لا ينتهي... ولا يتوقف إلا بتحفيز الجيش وتحريضه على التدخل, من أجل عودة الاستقرار, ثم يكون التوافق بطرح مرحلة عسكرية انتقالية.. لتحدث خطة الوقيعة بين مؤيدي مرسي الذين انتخبوه و بين جيش مصر, فندخل في دوامة جديدة... ثم يتم الدعوة للتوافق بإجراء انتخابات رياسية جديدة, وهذه المرة لن يُسمح مطلقًا لأي مرشح إخواني أن يفوز فيها.. تلك الخطة حذرنا منها قبل ذلك, ولم يلتقط الإخوان و السلفيون الطعم, ولم يُستدرجوا -على الأقل حتى الآن-... وما زالت المحاولات مستمرة. من هنا كانت خطورة التصريحات و الفتاوى التي ليست في محلها و لا في وقتها.. فتاوى أشبه بإقامة الحجة على النفس لا على العدو.. هي أشبه بمن ينصب لنفسه حبلًا و يهديه لخصم يشتاق لجدل مشنقة. رؤيتي المتواضعة: أن النصر رفيق الصبر, وأن الحلم والأناة خصلتان من ماس وذهب, وأن الهدوء مدخل الاستقرار.. وأن فردًا واحدًا يستطيع أن يخرق السفينة, ليمنحها لمن يتمنى الرياسة غصبًا, ويغصب السفينة المثقوبة غصبًا. الهدوء... يرحمني و يرحمكم ربٌ يحب الصبر, و يجزي عليه. twitter.com/mmowafi [email protected]