مجهولون يقتحمون, وغاضبون يقطعون, ومتظاهرون يحرقون.. هل أفعال "اقتحم وقطع وحرق وسرق وقتل وتحرش واغتصب" وغيرها تليق بكلمة ثائر؟.. ونردد يا أصدقائى منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير, مقطعا للشيخ الشعراوى وهو يتحدث عن الثائر الحق, وأنا أريد أن أؤكد لسيادتكم أنه ليس هناك ثائر حق وثائر باطل, فقط, وأبدًا, ودائمًا, وإلى قيام الساعة: فقط هناك حق وباطل, وهناك ثائر ومجرم, وهناك متظاهر وبلاك بلوك.. وهناك محترم وهناك جبهوي.. الحق حق, والباطل باطل.. أما الأسماء والصفات, فكلٌ يدعى حب ليلى, مع أن ليلى تحرشوا بها فى مظاهر الشغب الأخيرة بالميدان.. القضية اليوم ليست دعوة لحوار وطني, وليست تفاهمات وتوافقات وتنازلات وتمريرات, بل هى إثبات هيبة الدولة, وهيبة الرئيس.. العنف لا يقابل إلا بالعنف, البلطجى لا يعرف غير لغة واحدة.. هؤلاء القتلى والمحرضون على القتل لا يفهمون إلا لغة واحدة.. لخصها أجدادنا فى مثلهم الرائع(ناس تخاف ما تختشيش). أكتب تلك الكلمات مساء الأحد, وأنا أستعد للسفر, ولم يرضينى من خطاب الرئيس غير إعلان حالة الطوارئ, أما الحوار, فقد أكون متطرفاً فى موقفى بشأنه, فأى حوار يفتقد النوايا المخلصة, هو مجرد صداع, وإثبات شرعية ومنح مكانة لأشخاص بعضهم, شفاهة ملوثة بالتحريض على العنف, وهل سيقبلون أم سيظل هذا البعض المحرض, عند موقفه المتصلب المتسلط, الذى اعتاد أن يكسب به مواقف وهمية, وأن يضع قدميه على مساحة من الكعكة السياسية لا يستحقها. البلد ردد كثيرون أنه على كف عفريت, وأنا ما زلت عند رأيى أن كل هذا سيمر, وستزول أغلب آثاره, لكن المهمة الثقيلة هى على أولئك الذين يحبون مصر ويتمنون لها النجاح, فى أن يدربوا أنفسهم على موجات أخرى من الشدائد, التى يجب أن نشكرها جيدًا, لإفرازها المستمر لمعادن الرجال.. أيام الفرج, أيام رائعة, لكن دروسها قليلة ونادرة, أما أيام الشدائد, فهى مدرسة للعلم والخبرة, فاشتدى أزمة حتى نتعلم أكثر, واشتدى أزمة حتى تتضح الصورة أكثر, واشتدى أزمة حتى تكشف القلوب ما فيها, واشتدى أزمة.. اشتدى تنفرجي.. فالشدة يعقبها فرجى.. والله المستعان. twitter.com/mmowafi [email protected]