قال جورج, الراسب صاحب ثلاثة آلاف صوت فى انتخابات البرلمان: "إن الإعلان الجديد دعوة لتمرير الدستور المرفوض من القوى الوطنية، وأن ما سمّاه (الجبهة والقوى الوطنية) ترفضه.. وأن اعتصام الاتحادية مستمر". وأقول - بعد حمد خالق الأنهر والبحار, والبنى آدم والحمار-: إنه لو أشعل مرسى أصابعه شمعًا, لما رضى جورج, ولما رضى رهط جبهة الإنقاذ الوطني, وبالضرورة شركاؤهم فى المسرحية من رهط الحزب المنحل الوطني.. الموضوع باختصار, يا كل قارئ محترم, أن طلب جورج ورفاقه هو عزل أو خلع أو تنحية مرسي, أو الانقلاب عليه, أو أن الأرض تنشق وتبلعه وتبلع معه كل الملايين التى اختارته, والتى ستؤيده, مع أن أغلب تلك الملايين ليسوا إخواناً وما هم بسلفيين, بل هم من أغلبية شعب مصر الطيبين.. يا هذا هل يُعقل مثلاً أن بلدين كالفيوم أو مطروح, كلها تنظيم القاعدة.. المحافظتان منحتا مرسى أصواتًا تجاوزت مائة بالمائة.. ألم أقل لك يا جورج إنك جورج.. يعنى لم تسألنى ما النسبة التى تتجاوز مائة بالمائة؟ أقول لك.. لا.. لن أقول, فهذا ليس موضوعنا.. موضوعنا الليلة يا سادة ليس هو البرلمان, والبرلمان لغةً: مثنى برلم, وبرلم هو عمل إسماعيل ياسين الله يرحمه على المركب, والمركب يسكن أسفلها أسافل يريدون خرقها, بعد أن خلع الله وحده وأكرر "وحده" ملكًا ظالمًا, كان يأخذ كل ذرة خير فى السفينة غصبًا.. وكنا فى جاهلية وشر.. ثم ما إن لاح بالأفق بوادر حضارة وخير.. حتى قال رفاق رهط الإفساد: "لا".. فلما قلنا لهم: قولوها فى الاستفتاء.. قالوا: لا.. ل"لا"، فأوضحنا أن صاحب شذرات الذهب يخبرنا عن الرائعين بأن نفى النفى إثبات, وأن ماركس مات, فانسلخ وخرج من بيننا عجوز هو أحمقنا دستوريًا, وطعن فى النحو, وشتم سيبويه, واتجه نحو الاتحادية, وقال: "جوابنا الرفض". فعدنا لأول سطر الإقفال, واستعذنا بالله تعالى من غباء رؤوس الأقفال.. وقلنا طيب: الرجل ألغى إعلانه, وظهرت بوادر حسن بيانه, فتقدموا.. وارفقوا بمصر.. فليس مهمًا إلا مصر.. فثقلت أجفانهم واهتزت أدمغتهم, وفاح المخدر والمفتر والمسكر, فقلت: أفق يا خواجة.. وقل للمرشح صاحب النفس المهتاجة, وغريمه مستر تويتر الموتور شرير الحاجة: أن المستور مكشوف يا أصحاب اللجاجة.. حد فاهم حاجة؟ [email protected]