تأثير المخدرات على خلايا الجسم

تبدأ خواص الإدمان ويصبح الإنسان بعد أسابيع قليلة عبدًا لهذه المواد المدمرة لا يستطيع العمل أو المذاكرة أو التصرف بدونها.. وإن الوفاة تنتج عن هبوط فى التنفس وزرقة فى الوجه واللسان والجسم لعدم وجود الأوكسجين، وهذا ينتج عنه شلل فى مركز التنفس فى المخ ويؤدى هذا طبعًا إلى هبوط فى العضلات ووظيفة التنفس مما يؤدى إلى نقص حاد للأوكسجين فى الدم.. وقد خص الله سبحانه وتعالى الإنسان.. دون بقية المخلوقات.. بمخ كبير متميز.. فى استطاعته أن يقوم ببلايين العمليات الحسابية.. أكثر من جهاز الكمبيوتر الحديث آلاف المرات، هذه الجوهرة الغالية والكنز الذى وهبه الله للإنسان.. ما تأثير الإدمان عليه؟
إن المخ يتكون من بلايين الخلايا العصبية التى تعمل ليل نهار.. بطريقة متجانسة.. بواسطة إشارات كهروكيميائية.. وكل مجموعة من خلايا المخ متخصصة فى أداء وظيفة معينة.. مجموعة مسئولة عن الكلام.. وأخرى عن السمع.. وثالثة عن الإبصار.. الخ.. وإدمان المخدرات بأنواعها المختلفة.. يربك المخ ويشل وظيفته الطبيعية.. فيصبح الإنسان عبدًا لهذه المواد المدمرة التى تسبب ضمورًا وتليفًا تدريجيًا للخلايا العصبية للمخ.. وهذه فترة يضمحل مخ المدمن.. فيصبح كالحيوان سليب الإرادة ضعيف الذاكرة.. قلقًا.. مضطربًا.. لا يتحكم فى عمليات الإخراج.. ويسير من سيئ إلى أسوأ حتى تنتهى حياته بالوفاة.. وفى الواقع فإن جميع المواد المخدرة.. سواء (مورفين أو هيروين أو كوكايين).. أو برشام إذا تناول الإنسان منها جرعة.. فجرعة.. فإنها تدخل تدريجيًا فى عمل وظائف المخ بمعنى أنها تنحشر داخل الدائرة الكهروكيميائية.. فيصبح المخ معتمدًا اعتمادًا كليًا على هذه المادة المخدرة.
كذلك تأثيرها على الكبد: ولا يخفى أن الكبد هو من أهم الأعضاء الرئيسية فى الجسم، والذى عليه مدار الحياة، وذكر الأطباء مدى أهمية وظائفه فى الإنسان، فهو يوزع ما تحتاج إليه العضلات من الجلوكوز (سكر العنب)، وكذلك ما تحتاج إليه جميع أجزاء البدن حسب الحاجة.. وفى حالة تعاطى المخدرات، والوصول فى تعاطيها إلى مرحلة الإدمان.. فإن الأنف هو أول ما يتأثر.. فتأثره بالمخدرات يكون مباشرًا.. بصفته المدخل لكثير من هذه المواد المخدرة.. خاصة الكوكايين والهيروين.. لذلك نجد أن المواد المخدرة التى تتعاطى عن طريق الأنف.. تقارب فى مفعولها وتأثيرها المادة التى تعطى بالحقن فى الوريد.. ولذلك يلجأ المدمن إلى أخذ شمة واحدة فى اليوم.. تجنبه مشقة أخذ الحقن مرات.. لما يتوهم من توافر السرية.. وتعاطى الكوكايين والهيروين له آثار ضارة ومدمرة على الجهاز العصبى والدموى والعضلى.. والكبد.. ويؤدى إلى ضمور وتآكل الغشاء المخاطى للأنف ومع استمرار المدمن فى تعاطى المخدرات يصاب بثقب فى الحاجز الأنفى وتشوهات بالأنف مما يؤدى إلى تكوين قشور سميكة بالأنف، عند محاولة التخلص منها ينتج نزيف متكرر مما يؤدى إلى ضعف وذبول وهزال المدمن.. كما أن جفاف وضمور الأغشية المخاطية يؤدى إلى فقد كامل لحاسة الشم، وما يتبعها من عدم القدرة على تذوق الطعام.. ولا يبقى للمريض على الشفاء إلا بعض العلاجات النفسية البعيدة عن الإدمان.. إن الشفاء بالتأكيد موجود.. ولكن تبقى شجاعة المواجهة.
Fawzyfahmymohamed@yahoo.com