قالت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية إن إسرائيل في موقف صعب بين إقناع الغرب بمصداقية خطوطها الحمراء بشأن إيران، واستمالته إلى جانبها ، وتوجيه منفردة ضربة ضد طهران. وأشارت الصحيفة في مستهل تعليقها -الذي أوردته في نسختها الإلكترونية اليوم الخميس- إلى ما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي حين أعلن عن موقفين لاسرائيل الأول أنها لن تقدم هذا العام على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، والثاني عندما تحدث في الأممالمتحدة مستعينا برسم توضيحي- عن "خط أحمر" لن يتم السماح لطهران بتخطيه. ورأت الصحيفة أن إعلان نتنياهو الأول بشأن إرجاء ضرب المنشآت النووية الإيرانية هذا العام ، منح قادة الدول الغربية مساحة من التشكيك بشأن مصداقية الإعلان الثاني المتعلق بالخط الأحمر، مشيرة إلى التساؤلات التي طرحها مسئولون كبار بالمملكة المتحدة عن مدى صحة وجود هذا الخط الإسرائيلي الجديد من عدمه، وإمكانية القول ، إذا ما تم التسليم جدلا بأن طهران ستمتلك بقدوم هذا الموعد ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20\% ما يمكنها من تصنيع قنبلة نووية، إن إيران لديها عندئذ برنامج حقيقي يمكن التعويل عليه في صناعة أسلحة نووية. ورجحت الصحيفة البريطانية أن تغير نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية من مدى مصداقية خطوط نتنياهو؛ مشيرة إلى محاولة المرشح الجمهوري، ميت رومني غير مرة هذا العام الوقوف إلى جانب وجهة نظر نتنياهو، بعدم السماح لإيران بامتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي، ولافتة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي ومرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما بشأن "موعد نهائي" لاتخاذ إجراء عسكري، يستهدف فقط منع طهران من تصنيع سلاح نووي، حال تصميم الأخيرة على المضي قدما في تصنيع هذا السلاح. وتابعت الصحيفة بالقول إنه رغم عدم معرفة أي من وجهتي النظر الأمريكيتين سيكون لها الغلبة، إلا أن إسرائيل بين هاتين الوجهتين ستبقى في موقف صعب؛ ذلك أنها قد تجد نفسها مضطرة الصيف المقبل إلى اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران، لافتة إلى ارتفاع حدة الجدل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على مدار العام الحالي عما إذا كان حقا في استطاعة إسرائيل اتخاذ مثل هذا الإجراء بمفردها أم لا. ونوهت الصحيفة في ختام تعليقها عن العقوبات الدولية المفروضة ضد إيران باعتبارها عاملا آخر قد يجعل إسرائيل ترجئ اتخاذ إجراء عسكري ضد طهران التي قصمت ظهرها العقوبات، مشيرة إلى أن الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذا الإجراء لن يكون قبل حلول عام 2014، وتحديدا النصف الثاني من هذا العام، عندما تكون طهران بالفعل قد أدركت الخط الأحمر الذي أشار إليه نتنياهو في الأممالمتحدة.