ما الذى يجمع بين المشير حفتر فى ليبيا والمشير حمديتى فى السودان و المرشح الرئاسى نبيل القروى فى تونس؟ تقول الإجابة أن ما يجمع بين الثلاثة هو(أرى بن مناشى)..كل الخطوط تمتد لتتقاطع عند الأستاذ أرى. وهنا يقفز سؤالا أخر..من هو أرى بن مناشى هذا؟ هو رجل(أمراء الحرب)كما وصفته ال بى بى سى ..اسمه واسم شركته(ديكينز آند مادسون) لمع لوسائل الإعلام العربية وقت الثورة السودانية مع محاولات الأخ(حمديتى) تاجرالجمال الشهير وقائد قوات الدعم السريع التى أسسها الرئيس البشير لحمايته وتوازناته..وطبعا الأخ حمديتى لا يعرف ما أهميه شخص مثل بن مناشى,, فالرجل كان عملى جدا لدرجة انقطاعه عن الدراسة من أولى إعدادي ! وبالتالى فلا وقته ولا معرفته كانا سيصلان به الى شركة (ديكينز آند مادسون) التى تعمل فى مجال(العلاقات العامة وتعبئة الرأي العام )هكذا تعبئة الرأى العام . لكن المؤكد أن(أحدهم) كان وسيطا بينهما! وأحدهم هذا لا يدرى أحد الى الأن لماذا يدس أنفه كل هذا الدس فى كل الجروح المفتوحة بطول وعرض الشرق الاوسط ..وبالفعل تم توقيع عقد مع بن مناشى الذى يتمتع بشبكة علاقات ضخمة وبالغة التأثير ب 6 مليون دولار لإظهار صورته بالرجل القوى فى المجلس العسكرى السودانى وأيضا لتسهيل حصول المجلس على اعتراف دولي وتمويل مالي. تقول الحكاية أن السيد (آري بن ميناشي /68 عاما) كان ضابط سابق في جهاز الموساد الإسرائيلي لمدة عشر سنوات ..وكان أحد أقرب الناس لإسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق وكان لة دورمهم عام 1985 في عملية الرهائن مقابل السلاح والتي تعرف ب إيران - كونترا وكان لة أيضا دور بارز في القبض علي مردخاي فنونو فى روما عام 1986 الرجل الذى فضح اسرار مفاعل ديمونة وامتلاك اسرائيل لاسلحة نووية . وكعادة مثل هذه الشخصيات يظهر فى مكان ويختفى ليظهر فى مكان أخر وهكذا ..المهم أن صاحبنا يعمل _بالإضافة الى عمله فى صناعة الرأي العام والعلاقات العامة_ فى (تجارة السلاح) وهى مهنة لابد لمن يشتغل بها ان يعرف كل الطرق الى أجهزة المخابرات وأجهزة الإعلام ودنيا السلطة والسياسة والمال والجنس والمخدرات ,, اعتقل لمدة عام فى أمريكا 1989 متهما ب(محاولة) بيع ثلاث طائرات عسكرية لإيران(هو من أصول إيرانية على فكرة)وتمت تبرئته..هكذا تقول الروايات ولو أنه من المفترض أن صفقة كهذه لا يمكن أن تكون تمت فى مقهى أثناء تناول شاى الصباح..بل لابد أنها مرت عبر محطات كثيرة .. الحاصل أنه أصدر بعدها كتابا بعنوان(أرباح الحرب: من داخل شبكات السلاح السرية الإسرائيلية الأمريكية) سيقول بعدها أنه ألف الكتاب لينتقم ممن سجنوه وتتناقل الأخبار أن الكتاب بالفعل اعتبرته دوائر المخابرات فى إسرائيل بأنه يسئ اليها وقطعت علاقتها بالرجل هكذا قالوا!!. سيظهر بعدها فى كندا ويحصل على جنسيتها ويؤسس شركته التى لا تزال تعمل الى اليوم .. (آري بن مناشي )مهمته كما تقول التقارير(تبييض المجرمين وتلميع صورهم ) واستخدامه لكل الوسائل الملتوية لتحقيق أغراضه عبر شركته وعبر علاقاته.. قام عام 2002 بالتلاعب على المرشح للانتخابات في الزيمبابوي والزعيم التاريخى للمعرضة (مورغان تسفانجيراي) وسجل له شريطا يثبت أنه يتآمر لاغتيال(روبرت موجابي) رئيس زيمبابوي وقتها وسلمه الشريط. وأصبح بعدها صديقا لموجابي ووقع معه عقدا بمليون دولار,, كما وقع عقدأ عام 2010 مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى(فرنسوا بوزيزيه) للتوسط فى شراء 12 طائرة هليكوبتر من روسيا مع الحصول على منحة بقيمة 50 مليون دولار,, كما كان وثيق الصلة برئيس كوت الديفوار السابق لوران جباجبو..شركه (دينكنز أند مادسون )لديها عقدا كما ذكرنا مع خليفة حفتر. نأتى للخبر الأهم وهو نشر وزارة العدل الأمريكية لعقد بين المرشح الرئاسي التونسى نبيل القروي بقيمة مليون دولار مع شركة (دينكنز أند مادسون)وكان طلبه بالأساس أن يحصل على دعما من الرئيس الروسي بوتين في الانتخابات ودعم من أمريكا والاتحاد الأوروبي و(الأممالمتحدة !) من أجل الفوز فى الانتخابات. موقع) لوبينج مونيتور)المهتم بكشف أنشطة (اللوبيات) أوجماعات الضغط أكد الخبر .. وأن العقد بتاريخ 19 /8/2019 ومسجل لدى وزارة العدل الأمريكية أهم ما فى العقد أيضا ترتيب لقاء مع الرئيس الأمريكي ترامب ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين.. نتذكر جميعا اتصال ترامب بالمشير حفتر بعد هجومه على طرابلس فى 4/4/2019 المؤكد ان ترمب لم يفعل ذلك لا لمصلحة امريكا ولا لمصلحة ليبيا ولا حتى لمصلحة حفتر ..فعل ذلك من اجل ما بينه وبين( ديكنز أند مادسون) والحلقات الأوسع التى تتحلق تحلقا حليقا فى هذا المجال . الخميس الماضى 10/10 2019 نشر الصحفى التونسى المقيم بكندا زهير طابا حوارا على اليوتيوب بينه وبين أرى بن مناشى ! الذى قال أن أمريكا ضغطت من اجل خروج القروى من السجن قبل الانتخابات (وهو ما حدث بالفعل..!!) وان القروى يريد اخراج تونس من دائرة النفوذ الفرنسي ووضعها في دائرة النفوذ الأمريكي وأن القروى سعى الينا عن طريق عملنا فى السودان وليبيا.. وبعد نشر العقد الذى بيننا حدثت ضجة كبيرة لدى أنصاره فلم يكن لديهم فكرة على كيفية التعامل مع نشر المعلومة. هم مجموعة من عدم الأكفاء والأغبياء أطلقوا النارعلى أنفسهم عبر الكذب وأوقعوا أنفسهم في مأزق. وقلت لهم كفوا عن الغباء بإمكانني المساعدة للوصول إلى نتيجة ولا يهم ما ستفعل الحكومة التونسية !! الحكومة الأمريكية تعرف ما يجري في تونس. وقال انه اقترح على القروى التحالف مع حركة النهضة وأنه بإمكانه تسهيل تحالفه معها والقروى اعجب بهذه الفكرة وقال إنها فكرة جيدة تمكن من الاستقرار والولايات المتحدة على علم بذلك وهم متفائلون بهذا التحالف لأن المنطقة محافظة .. يبقى أم نعلم أن نبيل القروي أحد رجال الرئيس التونسى الراحل زين العابدين بن علي ثم أحد مؤسسي حزب (نداء تونس) الوريث الشرعى ! لحزب بن على (التجمع الدستوري الديمقراطي) وأحد رجال الأعمال والأموال والاعلام وبدأ حياته للتسويق فى شركة(هنكل) الألمانية ..وتطورت علاقاته ونشاطاته وأنشأ قناة فضائية(نسمة) بالتعاون مع نظام بن على وهو متهم قديم بالفساد والتحايل وتبييض الأموال كما يتهم باستغلال (معاناة المحتاجين والفقراء). منظمة(أنا يقظ) التى أنشأت بعد الثورة التونسية لنشر تحقيقات بشأن الفساد في قطاع الإعلام والقطاعين العام والخاص وفي المجالات التي تهم السياسيين ورجال الأعمال نشرت أدلة بخصوص شبهة فساد تتعلق بالتهرب الضريبي للقروى . المهم هنا أن القروى كما نعلم حصل على ثانى نسبة تصويت بعد الدكتور قيس سعيد وحزبه فاز بثانى عدد من المقاعد البرلمانية بعد حركة النهضة .. وهو ما يشير الى أن الخطاب (الشعبوى) الذى يعتمده القروى وحزبه له من يسمعه فى تونس بعد فشل الطبقة السياسية التقليدية في الاستجابة لحاجات المواطنين وضعف وسائل الاتصال المباشر معهم وهذا معناه أن مازال هناك وقت طويل .