تعرض الزعيم الوطنى مصطفى كامل للكثير من الهجوم من صحف موالية للخديوي ولسلطة الاحتلال البريطاني بسبب مواقفه الوطنية. وقد ادعت الصحف أنه مضرب عن الزواج، لأنه واقع في غرام أميرة من أميرات الأسرة العلوية. من جانبه قام المؤرخ عبد الرحمن الرافعي بالردود على كل الاتهامات التي حاولت تشويه نضال الزعيم الوطني. وألف الرافعي كتابين عن الزعيم الوطني مصطفى كامل، منها كتاب "مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية وهو موسوعة كبيرة تتضمن إلى جانب تاريخ الزعيم الوطني، عرضًا لتاريخ مصر القومي من عام 1892م حتى عام 1908م مع تسجيل خطب مصطفى كامل ومقالاته وخطاباته الخاصة. أما الكتاب الثاني الذي ألفه الرافعي فقد صدر عام 1952م ضمن سلسلة كتاب الهلال وقد جعله مختصرًا، حيث يؤكد الرافعي أن مصطفي كامل أتي في عصر الإحباط لمصر بعد احتلالها ب 9 سنوات حيث بعث فيها النضال ونشر فيها قيم الثقافة والتعليم وأوقظ في النفوس كراهية الاحتلال البريطاني الذي حرمهم من التعليم والعمل وجعلهم يرزخون في العبودية. وكما كشف الرافعي في حوار معه في الصحف وقتها عن مقتنيات متحف الزعيم الوطني مصطفى كامل في القلعة، نافيًا ما تردد في الصحف أن مصطفى كامل وقع في غرام الأميرة شويكار ابنة الأمير إبراهيم فهمى ابن الأمير أحمد رفعت باشا بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا الكبير، مؤكدا أنه لم يعرف قلب مصطفى كامل حبا غير حب مصر. وعن التحف التي يضمها متحف الزعيم مصطفى كامل أكد المؤرخ الرافعي أنها تضم الكثير، منها بدلة التشريفة وسيفه وعصاه التي كان يتكىء عليها وهي عصا في شكل طاووس أرخي ذيله ومرصعة بالأحجار الكريمة، بجانب مكتبته ومحبرته المصنوعة من النحاس الأصفر المطعم بعروق الذهب. كما تضمن صورة للفقيد وقت أن صعدت روحه لبارئها، وحوله محمد فريد زميل الجهاد وأصدقاؤه من الشعراء حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، بالإضافة إلى صورة لأمه الروحية مدام جولييت آدم التي فتحت له أبواب الصحف الفرنسية ينشر فيها مقالات للدعوة لتحرير مصر وكذلك أعداد كبيرة من مجلة المؤيد. وقد احتفت الصحف المصرية الصادرة بعد ثورة 23 يوليو 1952م بميلاد الزعيم مصطفي كامل الذي ولد 14 أغسطس عام 1874م وتوفي 10 فبراير عام 1908م. وتحدث الصحفي مراد مهنا بمجلة الإذاعة عام 1958م عن ميلاد الزعيم، قائلا المكان في مدينة القاهرة وعلي التحديد حي عابدين. وأضاف أن والد الزعيم، أما والد الزعيم "علي محمد"، كان ضابطًا من بلدة كتامة الغاب إحدى قرى طنطا، والذي أفاق على صوت اللالا الزنجية مربية أولاده تقول له استشر حفيظة هانم زوجتك التي طلبت من زوجها أن يسميه مصطفى، ليؤكد لها أنه يتمنى أن يسميه كامل على اسم جده، لتحسم الخادمة الزنجية الأمر بينهما وتقول ليكن ياسيدى مصطفى كامل. وقد ولد مصطفى كامل يتيما من الأب وعمره 13 سنة وكان أبوه يتمنى أن يكون أزهريا فقام بتحفيظه القرآن الكريم، لكن الأم ألحقته بمدرسة أم المحسنين كي يكون محاميًا ثم انتقل إلي مدرسة السيدة زينب بعدها المدرسة الخديوية. أسس الزعيم الراحل جمعية الصليبية الأولى للأدب وهي جمعية ظاهرها الأدب والشعر وباطنها النضال ضد الاحتلال البريطاني. زار الخديو توفيق مدرسته الابتدائية ووقف أمامه وسأله عن اسمه فأجاب له مصطفي كامل وصعق الخديو لأنه لم يذكر له مثل مايقال له دائما عبدك قبل الاسم، مما أوقع المدرسة في حرج واستمر مصطفي كامل في التعليم حتي التحق بالحقوق في فرنسا ومن هناك قاد حملة كبيرة ضد الإنجليز وفضحهم للرأي العام الأوروبي إثر حادث دنشواي.