ظهرت فى الآونة الأخيرة العديد من الاقتراحات، التى طالبت بسد عجز الأطباء داخل المستشفيات الحكومية, سواء كانت بزيادة مرتباتهم ل5آلاف جنيه، لجذبهم للعمل داخل المستشفيات بدلاً من السفر للخارج، أو العمل بالمستشفيات الخاصة, كان آخرها مقترح بخفض تنسيق كلية الطب, وهو ما اعتبره الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء يشكل خطرًا لعدم وجود أى أماكن تستوعب أكثر من العدد المحدد. مؤسسة "الحق فى الصحة"، قدرت حجم العجز فى عدد الأطباء بنحو 30%، والتمريض بنحو 55%، مشيرة إلى أن عدد الأسِرّة المتوفرة أقل من 50% من المتوسط العالمى الذى يبلغ 2.9 سرير لكل ألف مواطن، على الرغم من وجود 103 آلاف طبيب فى مصر. فى السياق، اقترح النائب علاء عبد النبى، عضو مجلس النواب، تخفيض مجموع كليات الطب لسد عجز الأطباء فى المستشفيات المختلفة، لافتًا إلى أن هناك كليات مثل التجارة والحقوق يتخرج فيها أعداد كبيرة وليس لهم فرص عمل، ونحن فى حاجة ماسة حاليًا للأطباء البشريين. وأضاف عضو مجلس النواب، فى تصريحات صحفية, أن زيادة عدد الخريجين من الكليات هو الحل، موضحًا أنه رغم تعيين الخريجين من كليات الطب الحكومية والخاصة لا يزال العجز موجودًا، مشيرًا إلى أن الحل هو تقليل تنسيق كليات الطب. وتابع: هناك طلاب متفوقة وتستحق دخول كليات الطب، وربما على نصف درجة تضيع منهم الفرصة، موضحًا أنه من الممكن بعد سد عجز المستشفيات من الأطباء يتم رفع المجموع مرة أخرى، موضحًا أنه كان هناك مقترح بتقليل السنوات وهذا أمر ليس جيدًا. وفى تصريح إلى "المصريون" قال النائب محمود الضبع، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب: "كليات الطب من الكليات العلمية، التي لها نسب معينة في أعداد المقبولين، وبناء عليه يتم التنسيق". وأضاف الضبع, أن "هذا الاقتراح كان لابد من تقديمه قبل ظهور النتيجة بشهر، لمناقشته ودراسته من قبل وزير التعليم العالى ووزير التربية والتعليم لإخضاعه للدراسة, لمعرفة عدد الأطباء خلال الفترة الحالية وحتى بعد 6 سنوات". وأشار الضبع، إلى أنه "لا نريد أن نقع فى مشكلة مع الطلبة الخريجين من كلية الطب، كما حدث فى العام الماضى مع خريجى كلية الصيدلة, حيث رفضت وزيرة الصحة قبولهم, وكان هناك تدخل من مجلس النواب, ثم أصدر قرارًا بتوزيعهم خارج محافظاتهم بسبب عددهم الكبير". وأوضح الضبع، أن "الحل لسد عجز الأطباء يكمن فى عدة نقاط, منها عودة توزيع الخريجين من كلية الطب على الوحدات الصحية بالقرى النائية والمراكز لمدة زمنية محددة, بجانب زيادة أجورهم حتى يتمكن الطبيب من توفير حياة اجتماعية كريمة له ولأسرته, لأن الأطباء أصبحوا يفضلون العمل خارج المستشفيات الحكومية بسبب ضعف الأجور". وأكد عضو لجنة الشئون الصحية, أن "التنسيق يتم بناء على نسبة النجاح, فإذا كانت نسبة النجاح مرتفعة ترتفع نسبة القبول بكليات الطب, أما إذا كانت منخفضة تكون النسبة أقل". من جانبه، قال الدكتور رشوان شعبان، الأمين المساعد لنقابة الأطباء, إن "خفض التنسيق لكليات الطب ليس حلاً جيدًا يحل مشكلة عجز الأطباء, لأن زيادة أعداد الطلبة للدراسة بكلية الطب يشكل خطورة، كما أن الكليات ليست على استعداد لاستيعاب أعداد كبيرة". وأضاف ل"المصريون"، أن "تحديد الأعداد التى يمكن أن يتم قبولها فى كليات الطب، يكون على حسب الأماكن والمدرجات والمعامل والأسرة التى سيتم التدريب عليها وأعضاء هيئة التدريس". وتابع الأمين المساعد لنقابة الأطباء: "الذى يلتحق بكلية الطب هم الطلاب المجتهدون دراسيًا وأصحاب الدرجات العالية، والذين يكون لديهم القدرة على استيعاب ما يتم تدريسه من مواد علمية". واعتبر شعبان، أن "الحل ليس فى تخفيض التنسيق لسد العجز, خاصة أن مصر بها العديد من الأطباء, ولكن ما يقرب من 60% منهم خارج البلاد, لكن الحل فى تحسين أجور الأطباء".