رئيس المخابرات الفرنسية الأسبق(برنار باجوليه)ذكر في كتابه الهام جدا(الشمس لم تعد تشرق في بلاد الشرق) أن الأخضر الإبراهيمي ساعد أمريكا وبريطانيا في غزو واحتلال العراق عام 2003 بينما كان مبعوثا للأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان,الأخضر لم ينف ذلك وقال انه كان من الصعب عليه وعلى الأممالمتحدة كلها مواجهة التصميم الأمريكي البريطاني على القيام بما قاما به وأضاف حتى الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن لم ينصحوا كوفي عنان بمقاومة الإصرار الأمريكي, برنار شخص خطير في المنظومة الخفية للخفاء الخفىء في السياسة الدولية ومن يوم ما تخرج من كلية العلوم السياسية في جامعة باريس والمدرسة الوطنية للإدارة عام 1975 وهو يعمل في المخابرات الفرنسية وكنت قد نقلت عنه قبلا أنه قال عام 2015(الشرق الأوسط الذى نعرفه انتهى).. بالمناسبة باجوليه له تصريحات خطيرة مؤخرا على أحداث الجزائر , قال :إن تحنيط السلطة في الجزائر لا يخدم سوى بعض الجماعات الانتهازية كما أعرب عن أمله بشفاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وذلك بعد قوله في مقابلة سابقة مع صحيفة إن الرئيس الجزائري على قيد الحياة اصطناعيا فقط. لكننا نقف هنا عند وصفه للأخضر الإبراهيمي بأنه سهل لأمريكا وبريطانيا غزو العراق .. ليس لاستدعاء أكثر أحداث القرن 21 بؤسا وحزنا ولكن لنضيف هذا الموقف(الأخضري) إلى عدد من مواقف الأخرى الشبيهة ..سواء في العراق او في أفغانستان أو في سوريا أو في اليمن..هو المبعوث الدائم للمخابرات الأمريكية _عفوا للإدارة الأمريكية_ في كل الأزمات المشتعلة في العالم الإسلامي , ما السبب ؟ هذا هو السؤال السئيل الذى لا إجابة معلنه له , وما أسهل أن تقول أن الرجل يشتغل لحساب المخابرات الأمريكية ! لكنك ستكتشف أن هذا كلام قديم للغاية لم يعد يستخدم في توضيح أى غامض في سلوك بعض الرجال المهمين . لكنك لا تستطيع ان تستبعد ان هناك حضورا دوليا خطيرا لبعض الشخصيات يساوى حضور الرؤساء والملوك ! الأستاذ هيكل كان قريبا من هذه الحالة لكنه لم يصل فيها إلى المدى الذى وصل إليه الإبراهيمي مثلا..ومعروف ان المخابرات البريطانية _عفوا المملكة المتحدة _كانت تعامل الأستاذ هيكل هذه المعاملة حين تطأ قدماه الجزر البريطانية وفى كل الأحوال هناك درجات ورتب في هذه الحالة الخفية . الأخضر الإبراهيمي عائليا للأسف الشديد يشبه عندنا عائلة بطرس باشا غالى التى كانت ضالعة في التعاون مع الاحتلال البريطاني والجد الأكبر لهم(الباشا) هو الذى حكم على الفلاحين بالإعدام في قضية دنشواى.. كذلك كان الأب والجد للأخضر الإبراهيمي من عائلة جمعت العديد من الخائنين والمتعاونين الذين قدموا ولائهم المبكر للاحتلال الفرنسى و تفانت بإخلاص فى دعمه ,جده حصل على كل الأنواط الشرفية من الاحتلال الفرنسي الجد الأكبر له شارك في قمع ثورة الأمير عبد القادر الجزائري سنة 1834 ضد الاحتلال الفرنسي أنت إمام عائلة عريقة الأنساب في التعاون مع الاحتلالات والاستعمارات والتخابرات . اسم الأخضر( الإبراهيمي) يختلط مع اسمين من أشرف الأسماء في التاريخ الجزائرى الحديث..الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي و الدكتورعبدالحميد الإبراهيمي الأول هو ابن العلامة (البشير الإبراهيمي)عضو جمعية العلماء المسلمين التاريخية وهو طبيب ومثقف كبير وشغل العديد من المناصب في عهد بومدين و بن جديد وكان وزيرا للخارجية وترشح لانتخابات 1999 وانسحب منها .. منذ ذلك التاريخ ابتعد عن الساحة السياسية نهائيا. الدكتور عبدالحميد الإبراهيمي وهو ابن العلامة( مبارك الميلي) عضو جمعية العلماء المسلمين أيضا وشغل العديد من المناصب أهمها رئيسا للحكومة 1984 /1988وهو الذى فجر قضية ال 26 مليار دولار الشهيرة وانسحب أيضا من الحياة السياسية وغادرالجزائر في بداية التسعينات . الأخضر الإبراهيمي جاء من باريس فورا في (اللحظة الفارقة) يوم السبت الماضي 9 مارس بحالة مستعجلة و استقبله الرئيس الذي اقترح عليه قيادة الندوة الوطنية وهو ما قبل به..المتابعون يقولون أن السفارة الأمريكية في باريس كانت في حالة طوارئ طوال الشهر الماضي لترتيبات الاحتواء والسيطرة على ثورة الرقى والشرف والحرية للربيع الجزائري وعندما جاء قال انه سيعمل بالتدريج و ليس كما فعل بريمر(الرجل يشبه نفسه ببريمر!)في العراق حين تم إبعاد كل رموز نظام حزب البعث و بعدها وجدوا انفسهم في مشاكل كبيرة(ضرورة الحفاظ على العميقة بنت العميقة)وقال الإبراهيمي أيضا :لا يجب الإسراع في إعداد الدستور كما حصل في مصر و يفضل ما حصل في النموذج التونسى حيث انتظروا عامين كاملين من اجل إعداد الدستور وحذر من التدخل الدولي كما حدث في العراق( لم يكن غزوا كان تدخلا!!!!)وأن التغيير الجذري الذي طالب به الشعب والذي استجاب له الرئيس بوتفليقة!!!!! يتطلب وقتا وأكد على شرعية مطالب الشعب التي نادى بها في المسيرات السلمية. وقال يجب فتح باب استشارات واسع ومعمق يمس أكبر عدد ممكن من الأطراف المشاركة حتى تخرج بقرارات هامة تخدم مصلحة البلاد والعباد(الندوة الوطنية) يجب أن تتم في أكبر سرعة ممكنة وليس بتسرع ..هكذا قال !! ويجب تهيئة الظروف المواتية لتنظيم الاستحقاقات الرئاسية,,الفترة التي حددتها السلطات والتي ستكون مع نهاية السنة لرفع أشغال الندوة الوطنية غير كافية للخروج بقرارات وإنما لابد من توفير المزيد من الوقت,,الرجل التقى بوتفليقة وقال إنه ذهب:ليس بناءا على استدعائي من الرئاسة كما يشاع وهناك وجد الرئيس يتمتع بقدراته العقلية كاملة.. وقام أيضا بلقاء مع(الموالاة _ يقصد الموالين للجيش _و بعض أطياف المعارضة)من اجل التحضير للندوة الوطنية و قال انه ينتظر ممثلين عن الحراك للبدء في المشاورات التي ستطول غالبا من اجل الانتقال إلى الجمهورية الثانية ,, وقال :انه يرفض فكرة التغيير الأن لأنه خطر و يهدد البلاد . الجمعة الماضية ألتقى_ كما يرتب له_ بفندق الأوراس مع بعض نشطاء الحراك ليسمع مطالبهم لنقلها إلى السلطة حسب ما قاله مبعوثون من طرفه إلى بعض الشباب,, الإبراهيمي قال انه لا يقوم بهذه اللقاءات من منطلق أنه يتولى منصب رسمي و إنما فقط من منطلق لعب دور الوساطة بين الشباب و السلطة للحديث معه بخصوص هذا الوضع السياسي الخطير التي تمر بها الجزائر اليوم ,,الكثير من الشباب أعلن رفض الدعوة التي لم تأت في وقتها المناسب بل جاءت بعد فوات الأوان , بعد ما طاح الفاس في الراس كما قالوا.. احد الشباب طالب الإبراهيمي بالتزام البيت والمسجد لأن المرحلة تحتاج شباب و ليس شيوخ ولا يمكن أبدا التحدث والتكلم والحوار باسم الشباب فشباب اليوم يريد التغيير وليس الترميم. يتساءل كثير من المهتمين بالشأن الجزائري عن تجاهل شخصيتين على درجة كبيرة من الأهمية السياسية وعلى درجة أكبر من المعرفة بما حدث ويحدث وسيحدث في الجزائر الأول مولود حمروش رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق في نهاية الثمانينيات والثانى الرئيس السابق الأمين زروال (1995-1999) الذى سلم السلطة في المسرحية الشهيرة التى جاء بها الجيش ببوتفليقة في 27/4/1999 . الرجلان في كل الأحوال حاضران في المشهد الحالي لكن الفصل الأخير الذى لم تكتب أحداثه بعد لازال غامضا . هناك اهتمام مغاربي وعربي ودولي كبير بما يحدث في الجزائر والأسباب كثيرة وكثيرة جدا ... شمال أفريقيا كله سيتأثر كثيرا بنتائج هذه الثورة التاريخية بالغة الرقى...