يعتبر محمد محمود حسين، والبالغ من العمر 50 عامًا، أقدم ساعاتى بالإسكندرية بالوراثة، عن زوج أخته وشقيقه بعد أن عمل بالمهنة زوج أخته لمدة 50 عامًا وشقيقه 30 سنة، وهو قرابة العشر سنوات، ولديه محل للساعات بمناطق غرب الإسكندرية وتحديدًا بمنطقة اللبان. في البداية يقول محمد إنه ورث هذه المهنة عن أخيه الذي ورثها عن زوج أخته بما يعادل 80 عامًا وكان زوج أخته يمتلك محلاً بمنطقة بحري بدائرة الجمرك غرب الإسكندرية ويديره ويدفع إيجاره في الشهر قروش معدودة. وكشف عن أن شقيقه وزوج أخته هما اللذان علماه الصنعة وتواجده بالمحل أدى لمعرفة أدق تفصيل التصليح والصيانة والتركيب والفك للساعات بمختلفة الماركات. وكان يصطحبه شقيقه معه للقاهرة وتحديدًا ميدان العتبة وشارع بورسعيد والأزهر لشراء بعض البضاعة والمستلزمات الخاصة بالمهنة التي قاربت على الاندثار والاختفاء. وأكد أنه عمله تحت يد شقيقه وزوج أخته جعله يشاهد مهارات المهنة وتعلمها بكل أنواع الساعات بداية من باهظة الثمن من الماركات العالمية حتى رخيصة الثمن. وأضاف أن مشاهير الإسكندرية من الشخصيات البارزة كانوا يترددون على محل زوج شقيقته مثل محرم بك الذي سميت إحدى المناطق على اسمه وسط الإسكندرية بالإضافة إلى عدد من أعيان الإسكندرية والفنانين القدامى من أبناء المدينة وتحديدًا أبناء الجاليات خاصة اليونانية والطليان الذين كانوا يولون اهتمامًا كبيرًا بساعات اليد والمنبهات وساعات الحائط ومنهم عائلات مينرفا ومانولى. وتعجب أقدم ساعاتي في الإسكندرية من الحال الذي وصلت له المهنة قائلاً: "إنها لم تقارب على الاندثار بل اندثرت بالفعل وتدهور بها الحال لما هي عليه الآن من إهمال وعدم رعاية سواء من الجهات المعنية أو المسئولة مثل الغرف التجارية". وأكد أن هناك أسبابًا كثيرة أثرت سلبًا على تدهور المهنة واندثارها بعيدًات عن رواد المهنة أو رجالها والعاملين فيها، بالإضافة إلى عامل التطور والحداثة الذي شهدته المجتمعات العالمية والدولية والمصرية كجزء لا يتجزأ من العالم ليحل مكان ساعة اليد أشياء كثيرة يتقدمها الهاتف المحمول أو الخاتم الساعة أو السلسلة الساعة ولكن تربع الموبايل على عرش هذه البدائل وأصبح ملازمًا للأشخاص طوال 24 ساعة ولا بديل عنه وأصبح به كل المستلزمات التي تغنى أي شخص عن ارتداء ساعة يد ويجاوره في ذلك الكمبيوتر اللوحى الأى باد. وأشار إلى أن من يرتدون ساعات يد هذه الأيام قليلون واصفًا إياهم بالمتمسكين بالتراث لأن التقدم والتطوير لم يترك شيئًا على حاله، منوهًا بأن مرتدي الساعات في هذه الأيام لا يخرجون عن أنواع محدودة إما ساعة قيمة أو باهظة الثمن أولها ذكرى أو موروثة أو هذا الشخص لا يستطيع الاستغناء عن الساعة. وتابع: أنه لن يكون هناك مستقبل للمهنة بعد ما طغت عليها عوامل التطور والحداثة بالشكل الذي نحن عليه اليوم في عالم الإلكترونيات قائلاً: "الزمن عمره ما هيرجع بضهره" بعد ما هو ماشى بسرعة رهيبة زى القطر بيدهس اللى قدامه وبالتحديد كل قديم". وأضاف أن المهنة حكم عليها بالإعدام ليس من القائمين عليها فقط بل بفعل الطبيعة والحداثة والتطور ولن تقوم لها قائمة خاصة أن اللي جاى منها مش قد اللى رايح. وكشف عن أن دخول الساعة الصيني المجال والسوق المصرى أثر بشكل كبير على المهنة والسوق بالسلب وعلى صيانة الساعات هذا بالإضافة إلى عدم توافر قطع الغيار للساعات الموجودة من مختلف الماركات.