يتواجد فطر أسبرجيللس فيوميجاتس Aspergillus fumigatus في كل مكان علي الأرض، ويكون في صورة بقع-وسادة-مجعدة رمادية داكنة اللون، وخاصة علي الحوائط والجدران الرطبة. يمثل الفطر خطورة كبيرة علي الإنسان وخاصة ضعيفي المناعة مثل مرضي الإيدز والأشخاص الذين خضعوا لعمليات نقل أعضاء ويتناولون مثبطات المناعة، حيث تدخل جراثيم الفطر المجهرية عند إستشاقها مع الهواء و تتغلغل متسربة إلي أنسجة الأعضاء في الأشخاص المصابة، بينما في الأشخاص السليمة فإن جهاز المناعة يقوم بدوره بكفاءة في التخلص من الفطر قبل أن ينمو ويتمكن من أن يفرز السم الفطري mycotoxin ويسمي جليوتوكسين gliotoxin والذي يقوم بتعطيل دور جهاز المناعة. في بحث نشر حديثاً بمجلة كيمياء بيولوجيا الخلية Cell Chemical Biology الثامن من فبراير 2019، قام بإجراءه باحثون من معهد العقاقير الطبية في فريدريك شيللر-جامعة جينا. إستخدم فريق البحث طرق الكشف والآليات الجزيئية لإيضاح الأسباب التي تجعل السم الفطري وهو جليوتوكسين الذي يفرزه فطر الأسبرجيللس فيوميجاتس قادراً علي تعطيل عمل خلايا الجهاز المناعي. إستخدم فريق البحث سم الجليوتوكسين مُخلق صناعياً وأضافوه لأحد انواع خلايا المناعة وهي نيوتروفيليلك جرانيولوسيت- المحببة المتعادلة neurtrophilic granulocytes وهي تمثل أول خطوط الدفاع في جهاز المناعة، حيث تتركز مهمتها في التعرف علي الكائن الممرض والتخلص منه. أوضحت النتائج أنه بمجرد أن تتعرف خلايا المحببة المتعادلة علي الفطر، تفرز في الدم مباشرة مواد تسمي "ليكوترينز leukotrienes " تلك المواد تمثل إشارات تستدعي علي الفور-تجذب-خلايا مناعية أخري إلي مكان الكائن الممرض أو المادة الضارة الغريبة، وبمجرد أن تتواجد خلايا مناعية بأعداد كبيرة، يمكنها بسهولة أن تتخلص من الغازي والغريب الضار. لكن في الأشخاص ضعيفي المناعة والذين يسهل دخول جراثيم الفطر والتغلغل والنمو في أنسجتهم، يعمل سم الفطر "جليوتوكسين" علي تثبيط عمل مادة "ليكوترينز بي4 leukotrienes B4 " وذلك بتعطيل عمل إنزيم محلل يسمي LTA4 hydrolase ، هذا الإنزيم يعمل في الأشخاص السليمة علي إيقاف وغلق عمل switched off سم جليوتوكسين، يحدث خلل في التواصل بين خلايا المناعة، من ثم تصبح الخلايا المحببة المتعادلة في الأشخاص ضعيفي المناعة غير قادرة علي إرسال إشارة لإستدعاء خلايا مناعية أخري تساعدها في التخلص من المسبب المرضي أو أية واد غريبة ضارة بالجسم.