هددت الولاياتالمتحدة وبريطانيا، الجمعة، بإمكانية التحرك في مجلس الأمن الدولي، لفرض عقوبات جديدة على "المفسدين" الذين يهددون السلام، ويسعون إلى زيادة مكاسبهم وإبقاء الوضع الراهن في ليبيا دون تغيير. جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي، التي عقدت بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، لمناقشة الأوضاع في ليبيا. وفي إفادتها خلال الجلسة، قالت السفيرة البريطانية لدى الأممالمتحدة السفيرة كارين بيرس، إن "نمط الهجمات التي وصفها (المبعوث الأممي إلى ليبيا) غسان سلامة، والصدامات المتقطعة في جميع أنحاء البلاد، من الواضح أنها تشكل مصدرا كبيرا للقلق، وأعتقد أن المجلس بحاجة إلى أن يكون واضحا للغاية". وأضافت بيرس، "لا يمكن تحديد مستقبل ليبيا من قبل المفسدين (لم تسمهم) الذين يرغبون في الحفاظ على الوضع الراهن، فقط لتحقيق مكاسبهم، بينما يستمر المواطنون في المعاناة مع استمرار الوضع الراهن". واستدركت "ولهذا نعتقد أن المؤسسات السياسية في ليبيا بحاجة إلى العمل مع المؤتمر الوطني، ومن جهتنا نحن ملتزمون بإيجاد حل سياسي دائم للأزمة". وفي بداية الجلسة، حذر "سلامة"، من أن "المدنيين في العاصمة طرابلس، يعيشون تحت الخوف، وأن العنف لم يتوقف في مدينة درنة (شرق)". وقال لأعضاء المجلس إنه في حال عدم اتخاذ الإجراءات المطلوبة، فسيشهد المجتمع الدولي "جحيمًا على الأرض في ليبيا". وأوضح المبعوث الأممي، في إفادته، أن الإجراءات المطلوبة تتمثل في إحراز توافق بين الأطراف الليبية، والإسراع بعقد المؤتمر الوطني. ومنذ صباح الأربعاء، تجددت المواجهات المسلحة في طرابلس، ما يهدد بخرق وقف إطلاق النار في العاصمة، الذي تم التوصل إليه قبل أشهر. من جهته، قال نائب المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة جوناثان كوهين، "نُذكر أولئك الذين يهددون سلام ليبيا وأمنها واستقرارها بتجميد الأصول ذات الصلة، وحظر السفر، الذي فرضناه على قادة الميليشيات: إبراهيم جضران، في سبتمبر/أيلول 2018، وصلاح بادي، في نوفمبر/تشرين الأول 2018، مما يظهر مدى جديتنا". وأضاف كوهين، في إفادته خلال الجلسة، "علينا أن نغتنم الفرصة الحالية لكسر الجمود السياسي من خلال المشاركة في المؤتمر الوطني، وتمكين كل الليبيين من التحرك نحو مستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا". وتقترح الأممالمتحدة، منذ أشهر، تنظيم مؤتمر وطني، يضم جميع القوى الأساسية في ليبيا، في محاولة للخروج بالبلاد من الأزمة التي تشهدها منذ سنوات. ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقساما تجلى في سيطرة قوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب في طبرق، على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة "الوفاق الوطني"، المعترف بها دوليا، والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) على معظم مدن وبلدات غربي البلاد. -