صوت يحدث في القلب إشراقا،وفي النفس بهجة وسرورا،كنت أذهب إلى الجامع الأزهر في أثناء دراستي الجامعية في أوائل التسعينيات للاستماع إلى خطبة الشيخ إسماعيل صادق العدوي،والاستماع للشيخ محمود أبوالوفا الصعيدي قاريء السورة يوم الجمعة في محراب الأزهر. كان صوتا ذهبيا يشعرني بفخامة القرآن وعظمته،كيف لا وهو ينتمي إلى صعيد مصر الطيب الذي أخرج لنا عمالقة التلاوة المنشاوي وعبدالباسط وغيرهم. فالشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي من مواليد عام 1954م في قرية كلح الجبل محافظة أسوان في مصر، بدأ رحلته مع القرآن قبل سن الرابعة على يد والدته التي اشتهرت بتعليم أولادها القرآن الكريم، حيث كان والدها من كبار رجال الدين في القرية، وبعدها التحق بكتّاب القرية كعادة أهل صعيد مصر، وحصل على دبلوم الثانوية التجارية عام 1972م ،وعمل بالشؤون الاجتماعية. ثم انتقل من أسوان للعمل في القاهرة كي يتسنى له دراسة القراءات وعلوم القرآن في صحن الأزهر وقد سهّل له هذه المهمة أخو والدته السيد سعد محمد أحمد وزير القوى العاملة وقتها، وبعدها ترك الوظيفة كي يتفرغ لكتاب الله ويلبي طلبات المستمعين في داخل مصر وخارجها. رحم الله الشيخ الصعيدي فقد تربينا على صوته الفخم ،وأحببنا القرآن لطلاوة صوته وعذوبته. وقد سجل بصوته العذب القرآن الكريم مرتلا،فضلا عن مئات التسجيلات المجودة،وقد طاف أرجاء العالم يسمع العالم كلام الله عز وجل،فكان نعم السفير لهذا الكتاب العزيز.