كان راتبى فى حرب أكتوبر 4 جنيهات، وهى اليوم أفضل من 4 آلاف جنيه، هكذا كانت عبارة الصيدلى القبطى إميل فؤاد عزيز جوهر من مركز قفط فى محافظة قنا. تخرج فى كلية الصيدلة جامعة أسيوط عام 1992، والتحق بسلاح المدفعية مدرعات، ثم انتقل إلى الإسماعيلية شرق القنطرة. فى البداية يقول إميل فؤاد ل"المصريون": كنا نتدرب على ضرب النار بالذخيرة الحية ثم التحقت بنقطة الإسعاف فى علاج المجندين وصف الضباط من نزلات البرد والإصابات الخفيفة قبل الإعلان عن حرب أكتوبر. وأضاف عزيز، كانت الروح المعنوية للمجندين عالية جدًا وكنا منتظرين اللحظة الحاسمة لهذا اليوم، وفى اللحظة الحاسمة التى قام القادة بإعلان العبور وساعة الصفر تقدمنا على العدو وعبرنا القناة فى ست ساعات واستخدمنا خراطيم المياه لعمل الكبارى . وتابع قائلاً: كنا نحن خلف المدرعات والقوات، فى نقطة الإسعاف لعلاج المصابين بإصابات خفيفة والحالات الأكثر خطرًا يتم تحويلها للمستشفى. وأكد الدكتور إميل، بعد عدة أيام الامتدادات والأكل تقلص بشكل كبير، من ضرب الصواريخ وكانت الدانات التى تنزل علينا تحفر فى الأرض حتى تطلع مياه من شدة الانفجار. وأضاف، بعد أسبوعين من العبور رجعنا معسكر الجلاء فى الإسماعيلية وكنت أعالج الحالات البسيطة، أثناء العبور والحالات الكبيرة والخطيرة كنا نقوم بتحويلها للمستشفى ورأيت أشلاء وجثث شهداء مصريين كثيرة كما رأيت من قطع ذراعه أو رجله ومنهم من نزلت عليه دانه قطعت رأسه رحمهم الله شهداء الوطن. وأشار، إلى أن مكان الثغرة كان بعيدًا عنا ولم أعرف تفاصيل عنه أثناء الحرب لأننا كنا ملتزمين بأماكننا، مضيفًا أن راتبه كان فى الجيش 4 جنيهات، وهو أحسن من أربعة آلاف جنيه حاليًا، نحن الآن فى حرب للحصول على مصدر الرزق، منوهًا أننا فى حرب 73 كان العدو أمامنا ونحن نعرفه، الآن نحن فى حرب فى الحصول على المتطلبات اليومية. وتابع فى حديثه عن مهنته: الصيدلية لها أكثر من 40 عامًا فى مركز قفط، وتعتبر الصيدلية الثانية على مستوى المركز ومنذ افتتاحها لا يكل ولا يمل من مساعدة الفقراء الذين يأتون من القرى المجاورة وكثيرًا منهم ينقص ثمن الدواء ويقوم بصرف الدواء لهم دون مقابل. واختتم حديثه قائلاً: أتمنى من الناس أن تتكاتف وتجد وتجتهد فى عملها بإخلاص وتفان مثل ما تم فى أكتوبر، الأمانة فى العمل وبلاش بيع السموم والمخدرات للشباب لأن الشباب هم مستقبل البلد ولا بد من محاربة هؤلاء الذين يدمرون شباب البد واقتصادها ومن المفروض أن الصيدليات تتصدى من أجل صحة المواطن.