قال الكاتب الصحفي جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون إن الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تركيا بسبب أزمة القس الأمريكي السجين "أندرو برونسون" – إلي الآن- لم تحقق المراد منها ، بل يمكن القول أن الجولة الأولى خسرها ترامب بالفعل ، فالرهان على تدمير الليرة التركية لم يكن دقيقا. وكشف سلطان عن عدة عوامل مجتمعة شكلت أسباب صمود العملة التركية أمام أعنف حملة اقتصادية تتعرض لها ، وهي حملة صدرت بشكل علني من أكبر ديناصور مالي في العالم وربما في التاريخ ، الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف أنه كان علي رأس هذه العوامل روح التحدي التي مثلها موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، فلم يهتز أبدا وعملته تترنح بقسوة مفاجئة ، وقال أنهم سيخسرون الحرب ، وانتشر "هاشتاج" على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا يحمل هذا المعنى "سننتصر" . وأشار إلي أن جميع الأحزاب المعارضة والشخصيات الرئيسية أعلنت تأييدها للموقف الرسمي ودعمها للرئيس أردوغان ، وتناسى الجميع مشاعر المرارة التي خرجوا بها من الانتخابات الأخيرة ، وتشعر أن تركيا كانت على قلب رجل واحد . كما كشف سلطان أيضا عن سبب مهم في خسارة أمريكا جولتها الأولى مع تركيا ، وهو مشاعر القلق التي انتابت دول الاتحاد الأوربي ، على الرغم من أن تركيا ما زالت لم تدخل ضمن الاتحاد ، إلا أن الأزمة كشفت عن عمق التداخل بين الاقتصاد التركي والاقتصاد الأوربي . وأكد أنه لم يكن أحد يعلم على سبيل المثال أن ألمانيا تملك ستة آلاف وخمسمائة مصنع في تركيا ، ألمانيا وحدها ، فما بالك بما تملكه الدولة التركية ، وما يملكه الآخرون. كما اتضح أيضا أن الاقتصاد التركي متشابك ماليا مع عمالقة المال في البنوك الأوربية الكبيرة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا ، وعندما تعرضت الليرة التركية للأزمة المفاجئة وقع اضطراب حقيقي كبير في أسواق المال الأوربية ، وهبطت الأسهم بشكل حاد ، بل هبطت أسعار العملات الأوربية الرئيسية : اليورو والاسترليني ، وهذا ما جعل الدفاع عن تركيا واقتصادها يأتي من خصومها السياسيين في ألمانيا وإيطاليا وغيرهما.