بعنوان: "انتقام وثأر وإرهاب.. تعرف على مسلسلات رمضان في مصر"، قال ميخال باراك، الأكاديمي بمركز هرتسليا للأمن القومي الإسرائيلي، إنه "مثل كل عام وأثناء الصيام، يقدم العالم العربي منتجات تلفزيونية عالية الجودة، والتي تعكس المزاج السائد في الشرق الأوسط". وأضاف في مقال له بموقع "ميدا" الإخباري العبري: "يشهد شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي كل عام، عروضًا درامية عالية الجودة، والتي تستحوذ على إعجاب ملايين المواطنين، وتعد هذه الفترة فرصة ذهبية لمبدعي المسلسلات؛ لنقل الرسائل إلى المتفرجين، وذلك بسبب نسب المشاهدة العالية". وتابع: "في مصر، يتميز شهر رمضان بعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية التي تتناول مشكلة الإرهاب التي تعاني منه البلاد؛ ومن بين المسلسلات ال25 الجديدة التي ستبث خلال الشهر، تتعامل 6 مع الإرهاب، ولكن كل منها من منظور مختلف". وأشار إلى أن "الاهتمام بهذه الظاهرة يأتي بالطبع على خلفية الحملة الشاملة التي تشنها القاهرة ضد المنظمات التخريبية في شبه جزيرة سيناء، وفي سياق العملية العسكرية هناك ضد الإرهابيين". وقال: "متابعة المسلسلات المصرية تكشف عن رصد الفن للطرق والأساليب التي تستخدمها منظمات تخريبية كداعش والقاعدة لتجنيد الشباب خارج مصر، ومحاولة اغتيال السفراء والشخصيات العامة من أجل زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في البلاد". وأوضح أن "من بين هذه النوعية من الأعمال مسلسل (أبو عمر المصري) بطولة الفنان أحمد عز والذي يميط اللثام عن أنشطة الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، حيث يسافر البطل للسودان لأغراض تجارية، وهناك ينضم لمنظمة تخريبية، وهو العمل الذي تسبب في ضجة بوسائل الإعلام". وذكر أن "هناك مسلسلاً آخر هو (السهام المارقة) بطولة الممثلين المصريين شريف سلامة وشيري عادل، ويرصد تنظيم داعش والأعمال الوحشية التي ارتكبها أعضاؤها، كذلك فإن موضوع الثأر هو أيضًا مركب أساسي في مسلسلات رمضان المصرية". وقال إنه "على سبيل المثال، يتناول مسلسل (كلبش 2) فكرة الثأر التي يقوم بها ضابط ضد نشطاء تنظيم إرهابي والذين قتلوا عائلته، كما يركز العمل (نسر الصعيد) على فكرة للانتقام من الجماعات التخريبية". وواصل: "تهتم أيضًا المسلسلات الرمضانية بجوانب أخرى من ظاهرة الإرهاب ففي مسلسل (رحيم)، تدور الحبكة حول تاجر أسلحة لمنظمات تكفيرية ، وهناك مسلسل آخر هو (أمر واقع) يعرض قصة لضابط مصري يواجه الإرهاب ويشعر بدنو أجله وقرب وفاته بسبب المخاطر التي ينطوي عليها عمله، ووفقا لمنتجي هذا العمل الأخير فإن الانتصار في الحملة ضد الإرهاب العالمي، وخاصة في مصر، لا يقتصر على ساحة المعركة، بل يفترض أن يتم التعبير عنه على المستوى الأيديولوجي، حيث ينبغي النظر إلى السينما والتلفزيون على أنها منصات مهمة في تلك الحملة". وختم الأكاديمي الإسرائيلي: "مسلسلات رمضان تسلط الضوء على الأهوال والمآسي التي يجلبها الإرهاب، وتشجع المجتمع المدني على التعبئة ضد الأخير، فالأفكار دائما هي الأقوى، ولابد من التعامل مع العقلية المتطرفة ومقاومتها بالفكر المستنير والفن الرفيع".