"حديث الرئيس غير منطقي، ويستحيل أنه لا يعلم ما جرى مع من أراد الترشح"، هكذا قابل معارضون، تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول تمنيه خوض أكثر من مرشح أمامه خلال الانتخابات الرئاسية التي تُجرى في غضون الأيام المقلبة، قائلين إن كل ما جرى كان بعلمه وموافقته، بل وبأوامر منه شخصيًا. وفي تصريحات ضمن فيلم "متلفز" تحت عنوان: "شعب ورئيس" بثه التليفزيون الرسمي أمس، قال السيسي، إنه كان يتمنى أكثر من مرشح بالانتخابات الرئاسية، مضيفًا: "لكننا لسنا جاهزين". وردًا على أسئلة مسجلة عن الممارسة الديمقراطية، أوضح أنهم "يقولون إنه سينجح لكن كنا نريد آخرين موجودين معه، ولكن أنتم تتحدثون في موضوع ليس لي فيه ذنب"، وتابع: "كنت أتمنى أن يكون موجودًا منافس واثنان وعشرة من أفاضل الناس حتى تختاروا كما تشاؤون، لكن نحن لسنا جاهزين الآن، ونقول لأكثر من 100 حزب قدموا منافسًا". السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال: "لا أستطيع تكذيب من أقسم بالله على أمر ما، وقسم الرئيس بشأن تمنيه خوض أكثر من مرشح الانتخابات الرئاسية، متروك للمواطنين هم من يستطيعون تصديقه أو تكذيبه، وكذلك ما شجر بين المعارضة والسلطة، أيضًا المواطنين سيحكمون عليه بأنفسهم". وفي تصريحات إلى "المصريون"، أضاف مرزوق، أنه "ربما لم يعلم الرئيس ما قامت به بطانته، وما قام بع الإعلام الموالي ضد المعارضة وضد حتى بعض المؤيدين للرئيس، أو من يبرز اسمه كمرشح رئاسي يحظى بشعبية، أيضًا ربما لم يطلع على الحملات التي اغتالت هؤلاء جميعًا شخصيًا ومعنويًا، وشوهت سيرتهم بشكل قبيح". غير أنه تساءل، قائلًا: "هل الرئيس لم يعلم من جرى ما شفيق بعد أن أعلن ترشحه من الإمارات ثم ترحيله ثم بعد ذلك تراجعه، وهل لا يعلم ما حدث مع الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات لمسلحة الأسبق ورئيس سابقًا أيضًا، كذلك هو لم يعرف ما وقع للمستشار الفاضل هشام جنينه، أو المحامي خالد علي، أو النائب السابق محمد أنور السادات، ومنع بعضهم من تنظيم مؤتمر صحفي واحد". وأوضح أنه "في حال التأكد من عدم علمه بكل ما جرى، ففي هذه الحالة يمكن تصديقه، غير أنه من الصعب أن يكون كل ذلك مخفي عليه ولم يعلمه"، مشيرًا إلى أنه "خلال فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر كان مكتبه يُخفي عليه معلومات واقعية، ويعرض عليه معلومات خاطئة وغير صحيحة، لدرجة أن صلاح نصر، قال ذات مره لإحدى عشيقاته أنه يستطيع الآن منع عبد الناصر من الخروج، واتصل عليه وأخبره أن هناك معلومات تفيد بأن هناك محاولة تجرى للنيل ومنه وبالفعل لم يخرج". مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إنه "من الوارد أن تكون مراكز القوى تخفي عليه كل ذلك، مع صعوبته واستحالته"، مطالبًا الرئيس بمراجعة نفسه. مرزوق استطرد بقوله: "وإذا لم يكن هؤلاء ليسوا مرشحين أفاضل كما يقول الرئيس أو ليسوا أكفاء، إذن من هم الأفاضل الذين يؤيده الرئيس وهل هم من نوعيه الأخ موسى مصطفى موسى أم من أي نوعية، إننا نحيا في مهزلة حقيقية، وربنا يعدي تلك الأيام على خير". إلى ذلك، قال مجدي حمدان، نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية"، وعضو جبهة "الإنقاذ"، إن كافة الإجراءات والقرارات التي اُتخذت خلال الفترة الماضية بعلم الرئيس، أدت في النهاية إلى منع كافة المرشحين من خوض الانتخابات". وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف حمدان: "هناك نظامان يحكمان مصر، الأول يغلق الصحف ويحجب المواقع، ويلقي القبض على أعضاء وقيادات الأحزاب، ويغلق المجال العام والحياة السياسية والحريات، وآخر يوهم المواطنين بأنه لا يعلم شيئًا عن كل ذلك، وكأنه يحيا في دولة أخرى غير مصر". وتابع: "ادعاء الرئيس ليس السبب في كل ذلك ولا يعلم ما يحدث، بعيد كل البعد عن المنطق، فهو يعلم كل شي ولا يجرى شيء إلا بعلمه، إذ لا يمكن تصديق أن الرئيس لا يعلم القبض مثلًا على الفريق سامي عنان أو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو غيرهم من الشخصيات المعروفة".