تحدثت يوم أمس عن مخاطر "أخونة" الدولة.. وهو كلام من قبيل "التذكرة"، لأنى على ثقة بأن الإخوان، لن يكونوا "عبئا" على الرئيس د. محمد مرسى، وإنما "عون" له، وهى ثقة صادرة من متابعة بعض التفاصيل الصغيرة، التى لم يلتفت إليها أحد، كان أبرزها، البيان، الذى صدر من "مؤسسة الرئاسة"، شدد على أنها الجهة الوحيدة، التى تتحدث باسم رئيس الجمهورية، وهى لافتة مهمة، من د. مرسى، بعدما تعرض لحرج بالغ، من كثرة المتحدثين عنه من قيادات الجماعة. أعرف أن من تحدثوا عنه، فعلوا ذلك بحسن نية، وفى سياق غياب الوعي، بأن د. مرسى بات رئيسًا للجمهورية، وليس رئيسا لحزب "الحرية والعدالة".. خاصة أنها تصريحات جاءت عقب الإعلان عن نتيجة الانتخابات رسميًا، وقبيل أن يؤدى الرئيس اليمين الدستورية، وهى المسافة الزمنية التى عندها لم تكن الخطوط الفاصلة بين منزلتى مرسى "الرئيس" ومرسى "الإخوان" واضحة على النحو الذى يعصم قيادات الحرية والعدالة، من الحديث باسم الرئيس.. فحدثت مثل هذه الفوضى التى أحرجت د. مرسى. على أية حال.. فإن هذا الموقف، رغم بساطته، إلا أنه يحمل رسالة مهذبة إلى "ذى القربى"، لقطع الطريق على التصيد المتوقع، والمتربصين على فضائيات مبارك. يعلم الإخوان أن البيئة التى يعمل بها د. مرسى هى بيئة "فلولية".. ولن يستسلموا بسهولة، ومن الحكمة، تحسس موطئ الأقدام، وعدم التورط فيما يقدم الرئيس "هدية" لحفلات التعذيب الليلية على فضائيات الفلول. هذا فيما يتعلق ب"فقه الحركة" الجديد، الذى من المفترض أن تبدع فيه الجماعة أدواتها وثقافتها التى تتناسب ووجود رئيس للبلاد ولد من رحم التنظيم.. وستظل شاءت أم أبت سياساتها "عبئا" عليه.. فإذا أحسنت أضيفت حسناتها إليه.. وإن أساءت خصم ذلك من رصيده. وهى مسألة لا تنفصل عن رؤية الجماعة، بشأن أمهات المسائل التى توافقت عليها قوى الثورة مع د. مرسى قبل الجولة الأخيرة للانتخابات الرئاسية.. خاصة ما يتعلق ب"الفريق الرئاسى"، وبرئيس الوزراء والحكومة والمحافظين والمجالس المحلية.. ورؤساء الجامعات وقيادات الجهاز الإدارى بالدولة. نجاح د. مرسى، سيظل رهن قدرة الجماعة على قمع شهوة "الأخونة".. وترك عمليات "تطهير" المؤسسات، لقوى سياسية "رسمية" غير محسوبة على التيار الإسلامى.. ولا تظهر صورة "الإخوان" أو "الرئيس" فى صدارة هذا المشهد على وجه التحديد.. وإنما يترك ل"المبضع" العلمانى أو اليسارى، عملية إنجاز هذه المهمة الكبيرة والخطيرة.. وليعلم أحباؤنا فى التيار الإسلامى، أن تصديهم لهذه المهمة، مخاطرة كارثية، إذ ستقوم الدنيا عليهم ولن تقعد.. وسيضيع منهم كل شىء، ولن يحصدوا إلا الهزيمة وتراجع المشروع السياسى الإسلامى إلى الوراء عشرات السنين. [email protected]